طفل صغير ربما لا يتجاوز عمره خمس سنوات يلهو فوق فوهة مدفع دبابة مدمرة. يبدو أنها فرصة للهو لكن في المكان والزمان غير المناسبين. ففي أجدابيا تلك المدينة الغنية بالنفط والواقعة شرق ليبيا، قد انغمست خلال الآونة الأخيرة في خضم مواجهات عسكرية بين الثوار والقوات التابعة للقذافي، وذلك في معارك كر وفر لم تضع أوزارها بعد. أجواء المواجهات لم تمنع هذا الطفل من أن يلهو ويرتع ويلعب، وبما أن الساحة خالية إلا من حطام هذه الدبابة المدمرة، فإن الفضول دعا الطفل إلى التعرف على آلة القتل بعدما تم نزع مخالبها وأنيابها، وبعدما فر من كان داخلها. وربما عدم دراية الطفل بمكامن الخطر التي قد تخبئها تلك الدبابة، شجعه على تسلقها والوصول إلى فوهة مدفعها. فهل ستتحول ساحات أجدابيا إلى فضاءات لدفن الدبابات المدمرة؟ أم ستصبح بقايا الآلة العسكرية في تلك المدينة مجرد أطلال لذكريات لابد من نسياها في بلد يريد الأمن والاستقرار؟