أطلقت إمارة أبوظبي، خلال استضافتها "المؤتمر الوزاري العالمي الثاني للطاقة النظيفة"، الذي عُقِد في الإمارة مؤخراً، مبادرة جديدة ترمي إلى بناء شبكة دولية للربط بين المدن المستدامة حول العالم، بهدف الربط بين المدن صديقة البيئة على غرار "مدينة مصدر" في أبوظبي، وهناك عدد كبير من الدول يمكن أن يشارك في هذه المبادرة، كما هو الحال بالنسبة إلى السويد والدنمارك والصين والبرازيل وأستراليا وكندا وكوريا والهند وألمانيا والسويد وهونج كونج، وغيرها من الدول التي لديها تجارب ناجحة في الاعتماد على نموذج المدينة المستدامة. إن إطلاق المبادرات، التي تمنح الفرصة لتبادل الخبرات بين الدول ذات التجارب الناجحة في مجال المدن المستدامة، من شأنه أن يختصر الكثير من الوقت في تنفيذ المشروعات والأفكار المبتكرة في مجال الطاقة النظيفة التي تعتمد عليها هذه الدول، وأن يساعد على تعظيم الاستفادة من نتائج التجارب الناجحة وخلاصاتها في هذا الشأن، الأمر الذي يساعد الدول على تعظيم العائد من استثماراتها في مجال الطاقة المتجدّدة، وتقليص الفاقد من هذه الاستثمارات واختصار الوقت والجهد المبذولين في هذا الشأن، وكذلك تقليص احتمالات التكرار أو الازدواجية، حيث تظهر فائدة هذه المبادرة بشكل جليّ في جانب البحث والتطوير في قطاع الطاقة المتجددة، حيث إن من شأنها توحيد جهود البحث والتطوير في هذا القطاع على مستوى العالم، وفي الوقت الذي ستمنع فيه تكرار الجهود البحثية وازدواجيتها بين الدول المشاركة، فهي ستتيح نتائج البحوث التي تقوم بها كل دولة لجميع الدول المشاركة للاستفادة منها. بمعنى آخر تساعد المبادرة، التي أطلقتها أبوظبي مؤخراً، على تجنّب ما يسمّى "إعادة اختراع العجلة" في مجال الطاقة المتجدّدة، فهي تجعل الخبرات التي بنتها كل من هذه الدول كالكتاب المفتوح أمام باقي الدول بما يسمح لهذه الدول بنقل التكنولوجيات وتطبيقها في المشروعات التي لديها من دون أن تضطر إلى السير على الطريق من بدايته، بما يمكّنها من توجيه الاستثمارات إلى مشروعات جديدة ومبتكرة تخدم قطاع الطاقة المتجدّدة على مستوى العالم، ما يعني أن الاستثمار الذي تبذله دولة ما في مشروع معيّن يمثّل جزءاً بل ويقطع خطوة إلى الأمام، ليس على مستوى قطاع الطاقة المتجدّدة لدى هذه الدولة فقط، ولكن هو بمنزلة الخطوة إلى الأمام بالنسبة إلى قطاع الطاقة المتجدّدة العالمي كله أيضاً. إن مبادرة الشبكة الدولية للربط بين المدن المستدامة حول العالم تمثّل إحدى أهم المبادرات التي أطلقت في قطاع الطاقة المتجدّدة خلال السنوات الماضية، وتمثّل نقطة فارقة في مسيرة القطاع أيضاً، لما تضمنه من تقارب في الجهود وتوحيدها بين الدول ذات الخبرة في هذا المجال، ومن المتوقع أن تؤدّي هذه المبادرة إلى زيادة حجم القيمة المضافة في هذا القطاع على المستوى العالمي مقارنة بما كان سائداً خلال السنوات الماضية، وهو ما من شأنه أن يعطي دفعة قوية إلى هذا القطاع، الذي يشهد إقبالاً سنوياً متزايداً من قِبل دول العالم، الذي رصدت بعض البيانات أنه بات يستقبل استثمارات سنوية تقدّر بنحو 243 مليار دولار، وفقاً لمؤسسة "نيو إنيرجي فاينانس"، بعد أن كانت هذه الاستثمارات لا تتعدّى الـ (100) مليار دولار سنوياً في سنوات ما قبل "الأزمة المالية العالمية". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.