أعتقد أن مقال "ليبيا تختار مستقبلها"، لكاتبه ألان أزواو، فيه رد مقنع وكافٍ على من رأوا وراء العمليات الجوية التي بدأ حلف "الناتو" ينفذها مؤخراً ضد قوات القذافي، مطامعَ اقتصادية في الثروة النفطية الليبية، بل ذهبوا أبعد من ذلك فاعتبروها عودة جديدة للاستعمار ومشاريعه التقسيمية! ولاشك أن للمصالح دورها المحرك وراء قرار الدول الكبرى بالتدخل في ليبيا، لاسيما بالنظر إلى موقعها (ليبيا) في حوض البحر الأبيض المتوسط، لكن أيضاً لا يمكن التقليل من دور العامل الإنساني، خاصة أن تجربة الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، أصبحت تمثل ندبة في الضمير الغربي، حيث لم تفتأ أصوات كثيرة من الغرب تلوم دوله على عدم التدخل لمنع تلك الإبادة التي جرت هي أيضاً في إطار نزاع داخلي، وكان بالإمكان منعها. بيد أنه في حالة ليبيا، والتي كان نظامها إلى وقت قريب حليفاً للغرب وقد زوده بأحدث الأسلحة، يعلم صانعو القرار الغربيون أن المأساة ستكون مهولة على يدي رجل مثل القذافي يمتلك ما يمتلك من عدة وعدد. من هنا فالموقف الطبيعي للغرب هو أن يتدخل لإيقاف المأساة، أما عدم تدخله فلابد أن ينظر إليه على أنه تواطؤ، على نحو ما قيل عن موقفه من الثورتين التونسية والمصرية، رغم الفارق الواسع في التعامل مع المحتجين بين تينك الحالتين والحالة الليبية. إبراهيم سعيد -الشارقة