إذا كان لابد أن يكون لكل رئيس أميركي عقيدة استراتيجية تخصه، كما كانت لبوش عقيدته، فإن عقيدة أوباما، كما أوضح دويل مكمانوس في مقاله المنشور هنا يوم الاثنين الماضي، يبدو أنها مختلفة عن عقيدة سلفه الذي آمن بالحرب ولا شيء آخر غيرها لمواجهة "الإرهاب الإسلامي"، وهو ما يحاول أوباما تجنبه في التعامل مع الأزمة الحالية في ليبيا. فهو لم ينزع يديه تماماً من سياسة التدخل الأميركية في أنحاء العالم، لكنه يحاول القيام بذلك تحت مظلة الأمم المتحدة، وبالتشاور مع حلفائه في إطار "الناتو". تلك هي أهم خاصية لعقيدة أوباما الجديدة مقارنة بعقيدة سلفه، خاصية تفسر التردد الأميركي حيال ليبيا، حيث كان أن قبلت واشنطن المشاركة في ضربات الأيام الأولى، لكن تحت إلحاح من حليفتها فرنسا المتحمسة لإسقاط القذافي، الحليف السابق لساركوزي. إلا أن واشنطن سرعان ما انسحبت من قيادة العمليات، ثم قلصت مشاركتها قبل أن تجمدها أخيراً! إنها عقيدة أوباما التي تتحاشى المجازفة وتريد التأكد من النتائج قبل الإقدام على أي فعل أو موقف. حمود سعيد -الشارقة