غياب الطائرات الأميركية يزعج الثوار الليبيين...ودرس من تجربة ساحل العاج نتائج سلبية لغياب الطائرات الأميركية عن العملية العسكرية في ليبيا،، وتساؤلات حول استراتيجية أوباما في الشرق الأوسط، وهل يمكن الاستفادة من التحرك الأممي الأخير بساحل العاج خاصة في الأزمة الليبية؟ والنائبة "الجمهورية "ميشيل بوشمان" تنوي ترشيح نفسها في انتخابات الرئاسة...موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. أهمية الطائرات الأميركية تحت عنوان "لنتقدم على القذافي"، نشرت "نيويورك تايمز" أول أمس الخميس افتتاحية رأت خلالها أن الحروب عادة ما تكون أشبه بالعمل الفوضوي، والمجهود الدولي الرامي لمنع قوات القذافي من استهداف المدنيين والثوار الليبيين ليست استثناء من ذلك. فخلال الأيام الأخيرة، أعاد القذافي ترتيب قواته داخل المناطق المدنية كثيفة السكان، ما يضع حلف شمال الأطلسي أمام خيار مستحيل: إما أن يترك بعض قوات القذافي وأسلحته الفتاكة، أو يستهدف تلك القوات تاركاً وراءه خسائر بشرية كبيرة. وحسب الصحيفة، ثمة خيار أفضل يتمثل في استخدام الطائرات الأميركية من طراز A-10 وAC-130 التي استُخدمت في بداية العمليات العسكرية ضد ليبيا، فأوباما يستطيع إصدار أوامره، باستخدام هذه الطائرات مرة أخرى في ليبيا تحت قيادة "الناتو". وعلى النقيض من الطائرات البريطانية والفرنسية، فإن ميزة هذه الطائرات تكمن في قدرتها على الطيران المنخفض والذي يحلق بسرعات منخفضة أيضاً، ما يجعلها قادرة على رصد واستهداف قوات القذافي من دون أن تصيب المدنيين المنتشرين بجوار تلك القوات. وتقول الصحيفة إن أوباما على حق في إصراره على مشاركة دول أخرى غير الولايات المتحدة في العملية العسكرية ضد القذافي، وأن تنتقل قيادة القوات من أميركا إلى حلف شمال الأطلسي، حيث لدى الولايات المتحدة قوات منتشرة في العالم على نطاق واسع، وبالفعل تتحمل أعباء في العراق وأفغانستان. صحيح أن القادة العسكريين الأوروبيين قادرون على إدارة العمليات، وطائراتهم المقاتلة تستطيع تدمير أهداف عسكرية، في الطرق الصحراوية وفي المدن، لكن لا توجد لدى أي دولة في العالم طائرات بكفاءة الطائرة الأميركية A-10 المعروفة باسم Warthog المصممة خصيصاً لمهاجمة الدبابات والمدرعات، ولديها أيضاً الطائرة AC-130 المزودة بمدافع رشاشة تستهدف القوات البرية وهي بذلك تستطيع استهداف العناصر المعادية حتى داخل المناطق المكتظة بالسكان. وفي حرب يحاول فيها الثوار تدريب وتنظيم أنفسهم، في ظل استبعاد الحصول على مساعدة برية من قوات أجنبية، تظل هناك حاجة ماسة إلى طائرات أميركية متخصصة، وهذا ما يتعين على الرئيس الأميركي فعله. "الناتو" في ليبيا وفي الموضوع ذاته، وتحت عنوان "سحب الطائرات الأميركية من ليبيا...هل يخدم مصالحنا القومية"، نشرت "واشنطن بوست، الثلاثاء الماضي، افتتاحية، استهلتها بالقول إن الإدارة الأميركية أنجزت أحد الأهداف الرئيسية لأوباما، وهي سحب الطائرات الأميركية من الحرب ضد القذافي. وحسب الصحيفة، فإن تخلي الولايات المتحدة بطريقة غير معتادة عن قيادتها العسكرية للعمليات في ليبيا، يعزز من استراتيجية أوباما الرامية لتخفيف الانخراط الأميركي في الشرق الأوسط، ومشاركة أطراف أخرى في تحمل أعباء العملية العسكرية في ليبيا... لكن السؤال المطروح: هل ما قامت به إدارة أوباما يعزز أهداف الولايات المتحدة في ليبيا، والمتمثلة- حسب أوباما- في حماية المدنيين؟ الصحيفة تقول إن النتائج الأولية غير مشجعة، فالثوار الليبيون اضطروا خلال الأسبوع الماضي إلى التراجع أمام القصف المدفعي والصاروخي الذي تشنه كتائب القذافي، ورصدت وكالات الأنباء تصريحات للثوار مفادها تراجع الدعم الجوي الذي كانوا يتلقونه، فمنذ استلام "الناتو" القيادة العسكرية، ثمة تأخير في الاستجابة للمطالب العملياتية للثوار. الصحيفة ترى أن هذه التصريحات منطقية، لأن قوات "الناتو" ليست لديها طائرات قادرة على استهداف الدبابات، ناهيك عن السجال الدائر في الحلف، حول كثافة الضربات التي تحتاجها العملية العسكرية في ليبيا، فتركيا على سبيل المثال ترفض توسيع نطاق العمليات. صحيح أن "الناتو" دمّر 30 في المئة من قوات القذافي البرية، لكن هذه النسبة غير كافية لإنهاء المواجهة العسكرية في ليبيا. أوباما صرّح بأن هدف الحملة الجوية ليس تغيير النظام، وهو هدف يمكن تحقيقه بوسائل أخرى. وأرسلت الإدارة الأميركية مبعوثاً للقاء حكومة المجلس الانتقالي، بصحبة فريق من CIA للمساعدة في الاتصالات واللوجستيات. وتشير الصحيفة إلى إنه كلما طال أمد الورطة العسكرية في ليبيا، كلما ازدادت المخاطر التي قد تتعرض لها الولايات المتحدة، لأن استمرار المواجهات وتواصلها لفترة أطول، يتيح فرصة لقوى متطرفة بما فيها "القاعدة" التي قد تزيح عناصر من المعارضة الليبية الموالية للغرب. واقتبست الصحيفة تحذيرات أطلقتها وزيرة الخارجية الأميركية منها الخوف من أن تتحول ليبيا إلى "صومال كبير"، والخوف من أن استمرار القتال سيلحق مزيداً من الأذي بالنسبة للمدنيين. تجربة ساحل العاج في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان "في ليبيا كما في ساحل العاج: هل القوات الأجنبية تطيح بقائد عنيف؟ استنتجت "كريستيان ساينس مونيتور" أن فرنسا والأمم المتحدة استنتجا في ساحل العاج أن مهمة حماية المدنيين تسفر بدورها عن الحاجة إلى الإطاحة بقائد مثل "جباجبو"، فهل يتجه أوباما و"الناتو" إلى الإطاحة بالقذافي إذا لم يمتنع هذا الأخير عن قتل المدنيين؟ الصحيفة تقول إن أميركا ودول التحالف المدعومة من الأمم المتحدة ستواجه معضلة أخلاقية في القريب العاجل، تتمثل في تساؤل مؤداه: هل القوات الأجنبية في حاجة إلى استخدام قوات برية لإلقاء القبض على القذافي، من أجل حماية المدنيين، علما بأن هذا السيناريو يراه أوباما وآخرون غيره بغيضاً؟ وبالنسبة لما حدث في ساحل العاج، البلد الذي كان مستعمرة فرنسية، وأكبر بلد مُصدر للكاكاو في العالم، والذي يعتبر جوهرة الغرب الأفريقي، فقد غيرت الأمم المتحدة تكتيكاتها خلال الآونة الأخيرة، حيث لم يعد الدور الأممي قاصراً على حماية المدنيين، في خضم صراع عنيف على من هو الفائز في الانتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز "الحسن واترا" في نوفمبر 2010، والآن تساعد القوات الأممية "وترا" على الانتصار في الحرب الدائرة في ساحل العاج. وبصريح العبارة، فإنه من خلال حصار لمقر جباجبو في أبيدجان العاصمة التجارية ضربته القوات الفرنسية البالغ عددها 1700 جندي، وقوات الأمم المتحدة في ساحل العاج وقوامها 2250 من عناصر حفظ السلام، تمكنت العناصر الموالية لـ"وترا" من تطويق مقر جباجبو. والتساؤل الآن حول ما إذا كانت قوات "وترا" ستشن ضربتها القاضية؟ الإجابة تكمن أن قوات "وترا" تستطيع الإقدام على هذه الخطوة بمساعدة القوات الأممية والفرنسية القريبة منها. لكن هل ينطبق هذا السيناريو على الحالة الليبية؟ وهل ينتهي الصراع في ليبيا بالطريقة ذاتها التي إنتهت بها أزمة ساحل العاج؟ وهل الأمر يتطلب إنهاء سيطرة القذافي بشكل كامل أملاً في وضع نهاية لمعاناة المدنيين الليبيين؟ الصحيفة تختتم افتتاحيتها بالقول إن تغيير النظام وحماية المدنيين ربما يصبحان وجهين لعملة واحدة. حملة "ميشيل" في تقريره المنشور بـ"لوس أنجلوس تايمز" يوم الأربعاء الماضي، سلط "بول ويست " الضوء على النائبة "المحافظة" ميشيل بوشمان- عضو مجلس النواب عن ولاية مينسوتا- التي تنوي ترشيح نفسها في الانتخابات الرئاسية المقبلة (في عام 2012)، فهي تعتمد في حملتها على مؤيديها في حركة "حفلة الشاي" وعلى الناشطين الرافضين لعمليات الإجهاض. اللافت أن "ميشيل" تتهم أوباما بأنه كان "معاديا لأميركا"، ووجهت نقداً لقانون الرعاية الصحية الذي يتبناه، واصفة القانون بأنه "درة تاج الاشتراكية"، كما اشتكت "ميشيل" من أن بعض العناصر في الحزب "الجمهوري" تعرقل جهودها الرامية لاسترداد 105 مليارات دولار من حصيلة الإنفاق على الرعاية الصحية. إعداد: طه حسيب