أتفق مع باسكال بونيفاس حول ما ورد في مقاله "التدخل في ليبيا... شروط النجاح"، من أن معظم الخيارات الدولية لإسقاط القذافي تمثل مخارج محرجة للثوار الليبيين، بل ربما ضارة بصورتهم داخلياً وبمستقبل ليبيا كبلد موحد وذي وسيادة وطنية. فخيار التدخل العسكري يمكن أن يسرع الإطاحة بالقذافي، لكنه غير مأمون العواقب، غير أنه سيبدو عملاً عسكرياً قام به الخارج وليس للثوار أي فضل فيه، ما يعني الإساءة لثورتهم وختمها بتهمة "العمالة". أما القيود العقابية على نظام القذافي، فيمكن أن تطيح بنظامه على مدى زمني طويل نسبياً مع التحلل والتآكل اللذين سيصيبانه جراءها، لكنها تعرض ليبيا لخطر التفتت والانقسام الداخليين. وفيما لم يقدم الكاتب خياراً ثالثاً، فمن الواضح الآن أن التدخل الدولي لم يخدم الثورة الليبية بقدر ما أضرها وأظهرها في أعين بعض الليبيين كثورة عديمة القدرة ومعتمدة على الخارج! سليم محمد -لندن