قرأت مقال عبدالوهاب بدر خان، وعنوانه "اليمن بين شارعين"، وقد بين فيه عمق الانقسام الذي وصلت إليه الحالة اليمنية وما أصبح يطبعها من استقطاب حاد ومتفاقم. فهناك شارع الرئيس الذي يحاول حشده في مواجهة معارضيه، معززاً بقوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري والقوات الخاصة. وهناك شارع الثوار المطالب بالتغيير وبرحيل الرئيس فوراً ودون تأخير، وهو شارع متنامٍ ومتزايد في حجمه، وقد بات يتسع بسرعة كبيرة على حساب الرئيس الذي فقد قوى كانت إلى وقت قريب مؤيدة وموالية له، وعلى رأسها مشايخ القبائل والجيش الذي أصبح كبار قادته يصطفون إلى جانب الثورة. وفي ظل هذه الثنائية الانقسامية، يتعين على الجميع قبول منطق الواقعية والاعتراف بالتغييرات الكبيرة التي طرأت على مزاج الشارع اليمني العام، وإلا فهم يعرضون البلاد لمخاطر وتحديات غير يسيرة. عصام عبده -السعودية