سباق أوباما... وتراجع جولدستون! تراجع القاضي جولدستون عن بعض خلاصات تقريره حول الحرب الإسرائيلية على غزة، وموقف الغرب من الانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي، وقيام قس أميركي في فلوريدا بإحراق بعض المصاحف، وإطلاق أوباما حملته الانتخابية هذا الأسبوع... موضوعات نستعرضها ضمن جولة سريعة في الصحافة الدولية. جولدستون... قصة تقرير صحيفة "ذا هيندو" الهندية علقت ضمن افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء على تراجع القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد جولدستون، الذي كُلف من قبل الأمم المتحدة بالتحقيق في الحرب التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة أواخر 2008 ومطلع 2009، على تراجعه عن بعض خلاصات التقرير الذي قدمه الصيف قبل الماضي واتهم فيه إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في القطاع. تراجع جاء في مقال نشره بصحيفة "واشنطن بوست" في الأول من الشهر الجاري، وقال إنه اعتمد في جزء منه على تحقيق أجرته القاضية الأميركية ماري ماكجوان ديفيس، وتزعم فيه أن إسرائيل "لم تستهدف المدنيين"! ومثلما كان متوقعاً، تقول الصحيفة، كانت ردود الفعل في إسرائيل قوية ومبالغاً فيها. فهذا رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يرى أن التقرير ينبغي أن "يرمى في مزبلة التاريخ"، بينما يشن زعماء إسرائيليون آخرون هجوماً قوياً على جولدستون، وكان ثمة حديث عن محاولات لإقناع الأمم المتحدة بسحب التقرير بكامله. لكن الصحيفة ترى أن ردود الفعل هذه لا تغير حقيقة جوهرية مفادها أن أكثر من 1400 مدني فلسطيني، مقابل 13 إسرائيلياً فقط (منهم عشرة عسكريين)، قد قُتلوا خلال الحرب التي تسميها إسرائيل عملية "الرصاص المسكوب". وعلاوة على ذلك، تضيف الصحيفة، فإن جولدستون أشار إلى أنه توصل إلى خلاصاته الأولى بعد أن أوقفت إسرائيل كل أنواع التعاون مع التحقيق الذي كان يجريه، حيث لم تعط أي جهة معلومات حول سلوك القوات الإسرائيلية خلال عملية "الرصاص المسكوب"، وتم منع فريقه من دخول أراضي عام 1948. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إنه إذا لم يكن ثمة حل عادل للقضية الفلسطينية في الأفق حالياً، فإن الأمم المتحدة تستطيع أن تنسب لنفسها إنجازين مهمين: فالانتقادات القوية التي وجهت لإسرائيل مثلت صدمة قوية لها، كما أظهرت لها أن عدم التعاون مع التحقيقات الدولية يمكن أن يفضي إلى إدانة في المحكمة الجنائية الدولية. العالم العربي وربيع الانتفاضات صحيفة "ذا إيدج" الأسترالية أفردت افتتاحية عددها الصادر يوم الاثنين الماضي لموجة الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت بعض البلدان العربية، ساعية لتفسير العوامل التي ساهمت في إشعال نار الاحتجاج في بلدان مثل تونس ومصر وليبيا وسوريا بعد سنوات، بل عقود، من رضا شعوب هذه البلدان بقدرها، ومعتبرةً أن القاسم المشترك بين هذه البلدان هو تفاؤل وشعور بأن المستقبل لا يمكن أن يكون إلا أحسن من الماضي. وعن موقف الغرب من هذه الثورات، ترى الصحيفة أن هذا الأخير لا يمكن أن يتدخل دائماً، إذ تقول إن ثمة حدوداً لاستعمال القوة من قبل المجتمع الدولي، مشيرة إلى مثال سوريا حيث يقوم النظام الحاكم بقمع احتجاجات المواطنين. فهذا النظام كان عنيفاً في الرد على مطالبة المحتجين بالحريات السياسية، وقاسياً بشكل خاص في مدينة درعا وما حولها في جنوب البلاد. لكن رغم القمع العنيف، فإنه لا الولايات المتحدة ولا فرنسا مستعدة للقيام بدوريات جوية فوق دمشق. وأضافت الصحيفة تقول إنه في حال تصاعدت الاحتجاجات في سوريا، وتصاعد الرد الحكومي عليها، فإن الغرب سيجد نفسه في مأزق صعب، حيث سيتوجب عليه القول ما إن كانت الدماء الليبية أغلى من الدماء السورية. ثم ختمت الصحيفة بالقول إن نتيجة هذه "الثورة العربية" مازالت غير مؤكدة؛ والمؤكد هو أن الآمال التي تحملها "لا يمكن إلا أن تغذي الثقة في أن الناس في كل مكان سيقفون في نهاية المطاف ضد القمع وسينتصرون". "متعصبون بلا حدود" تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "إيل باييس" الإسبانية افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء الماضي، وفيها علقت على إقدام القس الأميركي المتعصب تيري جونز، زعيم كنيسة أميركية مغمورة في ولاية فلوريدا، على إحراق المصحف الشريف أمام خمسين من اتباعه، ورد الفعل الذي أثاره هذا العمل العدواني والشائن في أفغانستان بشكل خاص. واعتباراً من يوم الاثنين، كانت تداعيات الغضب قد تسببت في العشرات من حالات القتل بينها سبعة موظفين تابعين للأمم المتحدة، ومئات الإصابات في أفغانستان التي استمرت المظاهرات الاحتجاجية فيها لليوم الخامس على التوالي. وترى الصحيفة أنه في بلد يتواصل فيه ازدياد المشاعر المناوئة للغرب قوة وحدة، بات الملالي يتمتعون الآن بظروف أفضل لتحريض أتباعهم على التطرف، معتبرة أن هجوم الأسبوع الماضي على مكتب تابع للأمم لمتحدة في مزار الشريف، ومقتل سبعة أعضاء من بعثة الأمم المتحدة هناك، ليس سوى أبرز حادث حتى الآن ضمن هذه الموجة من ردود الفعل العنيفة والغاضبة. كما اعتبرت الصحيفة أن تنديدات المؤسسة الأميركية بـ"التعصب اللامسؤول" للقس الأميركي، بدءاً بتنديدات الرئيس أوباما، هي غير ذات جدوى، مضيفة أن لا شيء يمكن أن يبرز هشاشة وضعف الوجود الدولي في أفغانستان مثل "التداعيات المأساوية" التي وقعت على بعد 20 ألف كيلومتر تقريباً للعمل الشائن الذي أقدم عليه ذلك القس المتعصب. أوباما يبدأ حملته الانتخابية صحيفة "آيريش تايمز" الإيرلندية علقت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس على إطلاق أوباما حملة إعادة انتخابه التي تمتد على مدى عشرين شهراً. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إنه رغم كونه من غير المرجح أن يواجه أوباما تحدياً ديمقراطياً كبيراً، وبالتالي لن يضطر للاستثمار كثيراً في الانتخابات التمهيدية، إلا أنه بدأ "اللعبة الكبيرة" عبر بدئه سباقاً قبل المعارضة بوقت طويل. وتقول الصحيفة إن المهمة التي تنتظر أوباما ليست يسيرة. ففي المرة الأخيرة فاز أوباما بفضل مشاركة كبيرة للأقليات والشباب، وأداء قوي بين أقلية الناخبين البيض الذين دعموا ائتلافه. لكن استطلاعات الرأي تُظهر اليوم أنه سيكون من الصعب أكثر على أوباما إقناع الأقليات بالخروج من أجل التصويت في وقت تخلى فيه الناخبون المستقلون عنه بأعداد كبيرة. فأوباما خيب آمال العديد من أنصاره السابقين، حيث أخذ منذ خسارة حزبه للأغلبية في انتخابات الكونجرس النصفية في نوفمبر الماضي في الجنوح أكثر نحو الوسط وعقد صفقات مع الجمهوريين حول مواضيع أساسية مثل الإبقاء على الضرائب المفروضة على أصحاب الرواتب الكبيرة، مقابل تخليه عن مبادرات سابقة حول مواضيع مثل إصلاح الهجرة، وتشريع تغير المناخ. غير أنه بالمقابل، تقول الصحيفة إن الرئيس الأميركي يستطيع الإشارة إلى تقدم على صعيد الرعاية الصحية التي طالما تحاشاها الرؤساء من كلا الحزبين، وبعض التقدم في الاقتصاد، وإصلاح وول ستريت، وإنهاء حرب العراق. إعداد: محمد وقيف