قرأت مقال "تم روتين" المنشور يوم السبت الماضي والمعنون بـ "واجب التدخل الإنساني هل يشمل ليبيا؟"، حيث اختتمه بقوله هناك من يسعى إلى تمديد واجب التدخل الإنساني في ليبيا بشكل استثنائي، ودون وجود مبررات مقنعة لذلك أنه بالإمكان التدخل العسكري في ليبيا، لكن ليس تحت مظلة "الواجب الإنساني" عجيب! نعم عجيب. العجيب في هذا الموضوع أنه، وكما هب "التسونامي" على الكرة الأرضية من المحيطات هب "التسونامي العربي" هادراً بجماهيره، محطماً قيوده، مطالباً بعدالته، واضعاً نهاية لكل من استبد به. وبعدها ظهر من توعد تارة وهدد تارة أخرى بالشعوب الثائرة التي تنادي بالتغيير، ثم ظهرت الكميات الهائلة من الأسلحة لضرب تلك الشعوب، والذي ذهبت كلها هباء في سبيل المحافظة على الكراسي، هذه التصرفات هي التي جعلتنا أضحوكة أمام العالم، فإذا كان هؤلاء بهذه الأخلاق فهم السبب في تأخر هذه الأمة، لما انتشر في فترات حكمهم الفساد والسرقات، ثم روجوا لادعاءات تتمثل في أن من يقوم بهذه الثورات هم من المتطرفين ليستمروا في لفت نظر الغرب استجداء للسلطة ثم كروا وفروا واستجدوا تقديساً للكراسي والسلطة. وأمام هذه الحقائق تدخلت دول لتساعد هذه الشعوب المقهورة بدوافع إنسانية لعدم التكافؤ بين الأنظمة والشعوب كما كان الحال في المناطق التي ذكرها الكاتب في مقاله على اختلاف مسمياتها. وهنا يكمن الخلاف في الحالة الإسرائيلية التي يتعامل الغرب تجاهها بطريقة عنصرية واضحة، حيث يغض البصر عن الانتهاكات الإسرائيلية. أما الحالات الأخرى فيتعامل الغرب معها بطريقة قانونية وتتماشى مع الواقع ويصفها بأنها تندرج ضمن الواجب الإنساني. هاني سعيد- أبوظبي