تلقائية المشهد وبساطته تحمل في طياتها عمق المعاناة، ففروع الأشجار اليابسة التي تدلت من جذع طاله الجفاف رسم سوراً أو بالأحرى قضباناً حول مخيم مؤقت للاجئين الصوماليين بمنطقة "دادب" شمال شرق كينيا... الحشائش الجافة المترامية في المكان تضفي وحشَة على المخيم، وتشي بأنه منسي كالقضية الصومالية التي باتت أزمة منسية بامتياز... أطفال المخيم يسيرون بلا هدف، يحومون حول خيامهم، فليس أمامهم إلا السير، فليس بالإمكان أبدع مما كان. ما يفاقم المأساة أن الاضطراب الأمني في تلك المنطقة عرقل خططاً ترمي إلى توسيع المخيم، وكأن اللاجئين محاصرون من كل مكان، فالاضطراب الصومالي يقذف بهم إلى خارج الوطن، والتوتر الأمني في محيط المخيم يضيق عليهم الآفاق. نحن أمام (مخيم-سجن) ازدحمت أركانه بالمشردين، والباحثين عن أمل. فهل يطل السلام على هذا المخيم أم سيقبع نزلاؤه في سجن افتراضي إلى حين؟