قرأت يوم الثلاثاء قبل الماضي مقال تركي الدخيل المعنون بـ "الطائفية... صراع على الجزئيات "، وقد أوجز فيه أن الطائفية هي أخطر ما يهدد السلم الاجتماعي والعيش الآمن. وإذا كان الساسة العرب يكررون أخطاءهم، فالمسلمون يكررون أخطاء تاريخية من دون عظة أو عبرة من مآلات الأولين المهلكة. الدين لله ومعنا كتاب الله وقبلتنا واحدة ورسولنا واحد، ونحن مسلمون... أين الخلاف؟ ولماذا الاختلاف وعلى ماذا؟ ولماذا نختلف على سفاسف الأمور؟ هذه السفاسف يدخل من خلالها الأعداء المتربصون بالأمة الإسلامية، والذين أعدوا لنا الشر، وعرفوا من أين تؤكل الكتف. في هذه الأمة أعداد كثيرة من الحكماء والعلماء والدعاة، الذين يدعون إلى الوحدة في الرأي والهدف، كما أن سبل الاتصال متوفرة لتحقيق المشورة والتقدم في الآراء، لأنه كما تفضل الكاتب أن الطائفية جرثومة تتنامى إذا ضعفت الأمة وانشغلت عن قضاياها المصيرية بالتوافه. نعم يجب أن تفيق الأمة الإسلامية، وتصحوا من غفلتها، وأن نعمل على الوحدة الإسلامية الذي إن تحققت أصبح من الصعب على أعدائها أن تخترق جدارها الصلب المنيع. كل الأديان فيها مذاهب متعددة ولها انتماءات مختلفة، فلماذا اختلف المسلمون فيما بينهم دون غيرهم، هذا يدل على أن هناك من استغل هذا الأمر وعمل على إذكاء الفتنة بين المسلمين... وقد حاولوا بشتى الطرق وفشلوا فلم يجدوا سوى الطائفية البغيضة. لازال أمام المسلمين مهمات جسام تتطلب منهم الوحدة والتماسك. هاني سعيد- أبوظبي