لا أتذكر أنه مرّ يومٌ، ومنذ خمس سنوات تقريباً، دون أن أطالع في الأخبار أن عدداً من المواطنين الفلسطينيين، يتراوح بين بضعة آحاد وعشرات الأشخاص، قد اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية... لأتساءل: كم سيبقى من الفلسطينيين في الضفة بعد عشرة أعوام أو عشرين عاماً من هذه السياسة الإسرائيلية المتواصلة؟ صحيح أن قطاع غزة يعيش تحت حصار جوي وبحري وبري شامل، وتحت "رحمة" الجيش الإسرائيلي الذي لا ينتهي من عدوان حتى يبدأ في عدوان آخر ضد بشر القطاع وأرضه وحجره ومائه وهوائه... لكن يبدو لي أيضاً أن محنة الضفة، المقطعة الأوصال بالحواجز والمستوطنات والطرق الالتفافية، والمحكومة بسياسة "الأمن الإسرائيلي"، والمعرضة لعمليات الاعتقال اليومي المتواصلة وبالجملة... هي محنة قاسية بل تفوق في قساوتها مستوى التحمل وإظهار الجلَد والصبر لدى شعب طالما خبِرَ ويلات الاحتلال ومحنه! سعد كريم -الأردن