لم يقع هارولد مايرسون في أنواع من المبالغة حينما وصف، في مقاله الأخير على هذه الصفحات، "الجنوح الإسرائيلي لليمين" بوصفه "مكارثية جديدة". ولا شك أن استخدامه لذلك المصطلح كان في محله، لاسيما وقد تناول الموقف الإسرائيلي من منظمة "جي ستريت" اليهودية الأميركية، مُعلقاً على رفض الكنيست الإسرائيلي توصيفها لنفسها كمنظمة مؤيدة للدولة العبرية، فيما يشير إلى ماكارثية حقيقية تمتد إلى ما وراء "الحدود". وبالطبع فإنه لا يمكن حصر الأوجه المختلفة للمكارثية الإسرائيلية، ومنها القوانين الجديدة حول الولاء، ويهودية الدولة، والفصل السافر بين السكان على أساس عرقي وديني... وهي تقريباً ذات القوانين التي ناضل ضدها المدافعون عن الحقوق المدنية وحقوق السود في الولايات المتحدة، قبل أن تعلنها المحكمة الفيدرالية الأميركية العليا كقوانين تمييزية بالفعل. وعليه، وفي ظل هذه القوانين، مضافاً إليها الاحتلال والاستيطان، فقد آن لـ"الراعي" الأميركي أن يحدد من المتسبب في استعصاء "السلام" وتأخره خطوتين كلما تقدم خطوة! هاني شقير -الأردن