منذ نشأة دولة الاتحاد عام 1971، والقيادة الإماراتيّة تمتلك رؤية عميقة لتعزيز قيم المواطنة والولاء والانتماء، عملت على تنفيذها وترجمتها على أرض الواقع من خلال مجموعة من السياسات والاستراتيجيات المتكاملة التي تستجيب لتطلّعات المواطنين وتوقعاتهم لحياة أفضل في مختلف المجالات، في هذا السّياق جاءت القرارات الأخيرة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- بداية من قرار سموه إنشاء "صندوق خليفة لتمكين التوطين"، ثمّ توجيهات سموه برفع رأسمال "صندوق خليفة لتطوير المشاريع" من مليار إلى ملياري درهم، وتوسيع نطاق خدماته ليشمل إمارات الدّولة كافة. هذه القرارات والتوجيهات لا شكّ في أنها تستهدف تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وتوفير الحياة الكريمة لهم، من أجل تمكينهم على المستويات كافة، فـ "صندوق خليفة لتمكين التوطين" يستهدف في الأساس إيجاد الموارد الماليّة اللازمة لدعم برامج وسياسات تشجع المواطنين على الالتحاق بسوق العمل، خاصة في القطاع الخاصّ، وتمكينهم من استغلال فرص العمل التي يتيحها لهم هذا القطاع، وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ حزمة من الحوافز التي تسهم في تحقيق هذا الهدف، أما قرار رفع رأسمال "صندوق خليفة لتطوير المشاريع" من مليار إلى ملياري درهم، وتوسيع نطاق خدماته ليشمل إمارات الدولة كافة، فيعكس رؤية قيادتنا الرشيدة الخاصّة بتعميق التنمية الشاملة والمستدامة، التي تنطلق من ضرورة التوسّع الأفقي والنوعي، عبر فتح مسارات جديدة للتنمية في مناطق الدولة كافة، لينعم المواطنون جميعاً بثمار التنمية، وبما تحقّق من إنجازات في مختلف المجالات. عندما تكون القيادة قريبة من المواطنين، وتتّخذ السياسات والقرارات التي تتفاعل مع مشكلاتهم، وتتجاوب مع طموحاتهم، فإنها بلا شك تعزّز قيم المواطنة والولاء والانتماء في صفوف أفراد الشعب، وتدفع الجميع إلى التنافس على العمل والإنجاز في مختلف مواقع العمل والإنتاج، والطبيعيّ أن تكون نتيجة ذلك كلّه هي حال الاستقرار الكبير والراسخ التي تنعم بها دولة الإمارات على المستويات كافّة، التنموية والاجتماعية والأمنية والسياسية. ما يبعث على التفاؤل أن هناك عوامل عديدة تصبّ في تعزيز قيم المواطنة والولاء والانتماء تتمتع بها دولة الإمارات، فهناك، أولاً، قيادة مخلصة لا تدّخر جهداً من شأنه توفير متطلبات العيش الكريم لأبناء الإمارات، وهناك، ثانياً، مواطنون يشعرون بالفخر والانتماء إلى هذا الوطن، الذي يوفّر لهم إمكانات العيش الكريمة، بداية من المسكن والعلاج الصحي وغيرهما من أوجه الرّعاية التي تجعلهم أكثر ولاءً للوطن والتفافاً حول قيادتنا الرشيدة. وهناك، ثالثاً، تفاعل بين القيادة والشعب يعبّر عن نفسه بوضوح في أكثر من مظهر، بداية من المجالس المفتوحة التي يوفّرها أصحاب السمو حكام الإمارات وأولياء العهود للمواطنين كافة، وتسمح لهم بالتعبير عن مطالبهم ومقترحاتهم بكلّ حرية، ثم الاستجابة لهذه المطالب في شكل سياسات وخطط قابلة للتنفيذ، يلمسها الجميع على أرض الواقع. إن المواطن دائماً هو المحور والهدف من وراء السياسات التي يتم اتخاذها في مختلف المجالات؛ لأنه هو أغلى ما تمتلكه دولتنا الفتيّة، وأبرز أولوياتها، وتجسّد هذا المعنى بوضوح المقولة المأثورة لصاحب السمو رئيس الدولة "إن الوطن دون مواطن لا قيمة له، ولا نفع منه، مهما ضمّت أرضه من ثروات وموارد"، كما تفسر لماذا تراهن قيادتنا الرشيدة دوماً على المواطنين، ليس في تحقيق الطموحات التنموية الوطنية فقط، وإنما في دفعها إلى آفاق أرحب وأوسع أيضاً. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية