من أية علة تشتكي دارفور وتُظهِر كل هذا الفزع والاضطراب؟ وهل توصل المجتمع الدولي إلى تشخيص صحيح لدائها المزمن؟ هنا في بلدة "بورو" الواقعة على بعد 50 كم جنوب "موكجار" في ولاية جنوب دارفور، حيث يعسكر الفصيل التايلاندي التابع للقوات الدولية، تستخدم الملازم "فيتايا جيرنانكول"، سماعتها الطبية لفحص طفل لا تخفي ملامح وجهه ونظرات عينيه مقدار وجع البؤس الذي تجلبه الحرب على الأطفال والنساء في إقليم دارفور. القوات الدولية لم تستطع إنهاء الحرب الدائرة في الإقليم منذ سبعة أعوام عجاف، ولم تفْصل إلى الآن في تحديد المتسبب الحقيقي وراء معاناة السكان المحليين الذين خبِروا النزوح واللجوء والمجاعة، جراء انقلاب حياتهم رأساً على عقب، وما تعرضت له المحاصيل والزراعية من خراب واضطراب في المواسم... لكن هذه القوات تضطلع بأدوار وتقدم خدمات يحتاجها السكان أيما احتياج. ففي "بورو" ومحيطها يعاني الأطفال من أمراض خطيرة ومعدية بسبب نقص الرعاية الصحية في قرى المنطقة، حيث عادة ما تقع أقرب وحدة صحية على مسافة لا تقل عن 30 كيلومتراً. وإلى أن تبتسم السكينة على محيا دارفور، وتتوفر الخدمات الأساسية لسكانها، سيتواصل الاعتماد على القوات الدولية في تشخيص علل الحالة وإبرائها من سُقْمها!