في مقاله "الصين في إفريقيا... نفوذ يتنامى"، وصّف مايكل جيرسون مظاهر الوجود الصيني في القارة السمراء، معدداً مقومات النجاح التي توافرت لهذا الدور. وفي هذا الخصوص أريد أن أضيف أن الوجود الصيني إفريقياً قلّما عكرته أية أجندة سياسية أو أمنية، بل نلاحظ أنه في مقابل ضباط ال"إف بي آي" الذين يشكلون قوام الوفود الأميركية إلى عواصم دول القارة، فإن البعثات الصينية التي يتركز عملها في الأرياف والمدن الإفريقية لا تضم في الغالب سوى الخبراء والمهندسين الزراعيين وفنيي الأشغال والإنشاءات والأطباء وأخصائي مشاريع الماء والري والتربة ومكافحة الأوبئة. ومن مميزات مشاريع التنمية الصينية في إفريقيا كونها غالباً ما تكون نابعة من احتياجات النمو وواقع القاعدة الشعبية العريضة، وقلما كانت في إطار المشاريع الممولة من قبل البنك وصندوق النقد الدوليين، المؤسستين الأسوأ سمعة في القارة، هذا علاوة على أن تلك المشاريع خالية من المشروطية السياسية التي تميز نظيرتها الأميركية والأوروبية. ولهذا نلاحظ كيف تقفز التجارة الإفريقية الصينية بمعدلات صاروخية من سنة إلى أخرى، وكيف تتضاعف مشاريع التنين الأصفر على نحو لا مثيل له بالنسبة لأية دولة أجنبية أخرى في إفريقيا. حميد محمد -الجزائ