رغم ما يعلق بذاكرة الصينيين من حوادث كارثية في مناجم الفحم الحجري، راح ضحيتها مئات العمال دفعة واحدة، فإن الصين لا تزال تعول على هذه المادة كمكون أساسي في خريطة إنتاج الطاقة، والتي يزداد الطلب عليها بمعدلات عالية في بلد كالصين التي تحقق أعلى معدلات النمو الاقتصادي على مستوى المعمورة. وهنا في مدينة بنجلو بمقاطعة شانكسي الصينية، نرى عاملاً يدفع عربة في منجم تابع لشركة "بودا كول انكور بوريشن"، وهي شركة مستقلة تعمل في مجال استخراج "فحم الكوك"، وقد توقعت في الآونة الأخيرة ارتفاع أرباحها للعام الجاري بنسبة 80 في المئة عن أرباحها للعام الماضي، وذلك بعد البدء بتشغيل مشروعها الجديد لإنتاج الفحم الحراري في هذا الموقع. وبالطبع فإن ارتفاع أسعار النفط إلى ما فوق عتبة 115 دولاراً أميركياً للبرميل، يعد تطوراً لصالح شركات الفحم الحجري، لاسيما في دولة كالصين يزداد ظمأ صناعاتها للنفط، وتقل أرباح شركاتها كلما ارتفعت أسعار الذهب الأسود، فتضطر لتعويضه جزئياً بالفحم الحجري الذي سبق أن كان ذات يوم متسيداً على عرش الطاقة قبل عصر البترول! فهل تدفع به مرة أخرى أزمة الغلاء في أسواق النفط إلى موقع الصدارة في خريطة الطاقة؟