من هنا مر الزلزال وأعقبه التسونامي بوقت قليل، لكن اليابان الواقعة على أحد الفوالق الزلزالية اعتادت منذ سنوات طويلة أن تتعايش مع الهزات الأرضية وأن تقلل مخاطرها إلى الحد الأدنى، أما موجات المد البحري العاتية (التسونامي)، فجديدة على الخبرة اليابانية. ومما بقي بعد الزلزال وموجات التسونامي، في بلدة "إيويت" على الساحل الشرقي لليابان، هذه الأشياء المتناثرة، والتي تضم زجاجات خل وبهارات، وحقائب شخصية، ومرايا متشظية، وأوراقاً، ورأس دمية (مانيكان)... جمعها رجال الإطفاء حين حاولوا إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه. فالكارثة كانت أكبر مما يخطر على بال اليابانيين، إذ لم يشاهدوا خسائر بهذا القدر من الضخامة والهول (نحو عشرة آلاف قتيل وسبعة عشر ألف مفقود) منذ الحرب العالمية الثانية حين تعرضوا لأول هجوم نووي في التاريخ. وبقدر ما يعبر الاهتمام بجمع أشياء بسيطة كهذه عن الروح اليابانية في ظروف متأزمة كهذه أيضاً، فهو يشير إلى أن الإعصار كان من الشدة بحيث لم يترك مما صادفه في وجهه شيئاً، بل أفرغ طريقه كلياً بالتقريب!