لا شك أن السيد يسين كان محقاً حين قال فيما كتبه هنا من "هوامش على متن الإصلاح الديمقراطي"، إن المطالب المتزايدة بإبعاد رموز النظام السابق من مواقع المسؤولية واتخاذ القرار، هي مطالب محقة وموضوعية، لكن الأكثر أهمية منها هو الدعوة لإلغاء كل الممارسات السلطوية التي صادرت حق الشعب في المشاركة وصنع القرار، والتي كان من نتائجها وجود أولئك الأشخاص في تلك المواقع. وقد أعجبتني كثيراً تلك القراءة التي حاول الكاتب من خلالها استخلاص دروس التحول الديمقراطي في تجارب سابقة، داخل مصر وخارجها، والتي مفادها باختصار شديد أن التحول يتطلب ضمانات لتسييج عملية العبور حفاظاً عليها من أي جهود مضادة قد تحاول النكوص بالتحول الديمقراطي وإعادته إلى الوراء، أي إلى مربع الدكتاتورية والاستبداد، وهو خطر محتمل وماثل ينبغي على ثورة الشعب المصري الاحتراس منه، لاسيما أن قوى كثيرة ليست ذات مصلحة في التغيير لا تزال تتربص بالثورة وبأجندة العبور الديمقراطي. أحمد علاء- باريس