كان فوز أوباما كأول رئيس للبيت الأبيض من أصل أفريقي، محل احتفال واحتفاء عارمين في أفريقيا، لاسيما في مناطقها المعذبة بالحرب والتشرد والمجاعة... لكن حوالي ثلاث سنوات من رئاسة الأسمر صاحب القامة الطويلة، لم تغير شيئاً من واقع الحال في تلك المناطق والأدغال، وبدأ الحلم يتبدد ويتحول إلى أسطورة دارسة، لعل هذا كل ما تبقى منها؛ صورة لأوباما مبتسماً على قميص يرتديه فتى دارفوري في أحد مخيمات الإقليم. فهنا لازالت معاناة النازحين متواصلة؛ وهم في نظر الحكومة محتجزون رهائن في أيدي حركات التمرد، لكنهم لم ينزحوا من بيوتهم إلا بسبب العدائيات وأعمال الترويع من قبل "الجنجويد"، وفقاً لرواية المتمردين. أما الغرب الذي أثارت منظماته الدينية والمدنية ضجيجاً عالياً ومارست بكاءً وعويلا كبيرين حول دارفور خلال الأعوام الماضية، فأخذ يتناسى "المحنة" لصالح جنوب السودان ومن أجل تأهيل الدولة الجديدة هناك، حيث توجد المسيحية الناجزة وحيث يوجد النفط أيضاً، فيما تراجع الحديث حول أهمية مناجم اليورانيوم المحتملة في باطن الإقليم، كما تراجع الحديث حول محنة أهله، والتي كانت موضوعاً أثيراً لأوباما نفسه، قبل أن يحل التجاهل محل الاهتمام، وقبل أن تندرس الصورة ويتلاشى الأمل!