احتجاجات ضد خطة التقشف البريطانية... وليبيا مسؤولية أوروبية المظاهرات التي اندلعت في بريطانيا احتجاجاً على خطة التقشف التي وضعها وزير المالية البريطاني، وتطورات الأزمة الليبية، وخطورة ما يجري في سوريا... موضوعات نعرض لها ضمن قراءة موجزة للصحافة البريطانية. الشعب لا يريد التقشف بدأت "الأوبزيرفر" افتتاحيتها يوم الأحد الماضي تحت عنوان: لا بأس بالاحتجاجات والآن حان وقت الحوار الجاد" بالقول إن تخفيضات الموازنة التي أعلن عنها وزير الخزانة البريطاني جورج أوسبورن تؤكد بما لا يدع مجالاً لشك أن الحكومة لا ترى بديلاً للخط الذي سبق وأن أعلنت عنه وهو خط التقشف الفوري وهو ما دفع مئات الألوف من البريطانيين للخروج إلى شوارع لندن احتجاجاً على إعلان "أوسبورن"، كما ترى الصحيفة انهم يعتقدون أنه في أشد الظروف صعوبة وضيقاً هناك دائماً حلول بديلة عديدة أو على الأقل خطة "ب" وأن تلك القرارات هي محصلة رؤى سياسية للتحالف أكثر من كونها نتيجة محتمة لظروف خانقة يمر بها الاقتصاد البريطاني. وهو الرأي الذي يذهب إليه حزب "العمال" المعارض، الذي يرى أن الحكومة البريطانية، قد ذهبت بعيداً أكثر من اللازم وبسرعة أكثر من اللازم أيضاً ترى الصحيفة أنه لا بديل في ظروف مثل هذه عن الحوار الجاد حول الحاجة إلى خفض نسبة العجز في الميزانية، والكيفية المثلى التي يمكن أن يتم بها ذلك، والتي يمكن أن تخفف الأعباء المعيشية عن كاهل الشعب الذي بات يئن من وطأتها. الحكومة ترد على ما يطالب به المتظاهرون، وعلى ما يقوله حزب "العمال" على لسان رئيسه "إيد ميليباند" بالقول إن هناك بدائل كثيرة بالطبع، ولكن ليس أي بديل منها سهلاً، وأنه لا طريق أمامها سوى الاستمرار في خطط التقشف من أجل استئصال العجز من الموازنة على مدى أربع سنوات. وأن فكرتها في ذلك أن تحقيق الانضباط في السوق المالية وتخفيف القيود التنظيمية سوف يؤدي إلى عودة القطاع الخاص للعمل بكل طاقته بعد أن تعرض لضربات ماحقة أثناء الأزمة المالية، التي ضربت بريطانيا والعالم، وأن ذلك سوف يؤدي إلى انتعاش الاقتصاد مجدداً، وهو ما سيمكن الحكومة حينئذ من التخلص من خطط التقشف، ولكن ذلك سيتم على مدى زمني معين وليس الآن وأن على المتظاهرين أن يدركوا ذلك جيداً. توافق الصحيفة بشكل عام على ما تسوقه الحكومة من تبريرات لخططها لكنها تعيد التأكيد على أهمية النقطة الخاصة بالدخول في حوار جاد، لأن ذلك الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي ستكشف كل جوانب الموضوع وتجعل الجميع سواء حكومة وشعباً يعرف ما هي حقوقه، وما هي واجباته. معضلة أوروبية تحت عنوان "شمال أفريقيا مشكلة أوروبا وليست مشكلة أوباما، نشرت "الأوبزيرفر" افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، مستنتجة أن الأوضاع في ليبيا بعد تصميم القذافي على سحق المعارضة بالطائرات والدبابات كان لا يمكن أن تستمر وكان من الضروري استصدار قرار من مجلس الأمن بفرض منطقة حظر طيران، ولكن بعد أن صدر القرار ثار الخلاف بين الحلفاء وبين الولايات المتحدة حول من يتولى قيادة المهمة، وما إذا كان الأمر سوف يدعو إلى القيام بعمليات عسكرية داخل ليبيا، أو تقديم الدعم العسكري المباشر بالمعدات والأسلحة للثوار الليبيين، الذين يفتقرون إلى الانضباط والتدريب والتنظيم . وترى الصحيفة أن الولايات المتحدة محقة في قرارها بتولي قيادة المهمة في البداية ثم تسليمها بعد ذلك لحلف شمال الأطلسي، لأن المشكلة الليبية مشكلة أوروبية في المقام الأول، وليست مشكلة أميركية، فهي تقع في الحديقة الخلفية الجنوبية، لأوروبا في حين تبعد آلاف المرات عن واشنطن علاوة على أن الولايات المتحدة لا تزال غير قادرة على الخروج من مأزق الحربين العراقية والأفغانية وأن ليبيا والقذافي لا يحظيان في الولايات المتحدة بالاهتمام والكراهية الذي كان يحظى بهما صدام حسين. وتشير الصحيفة بعد ذلك أن الاختلاف حول قيادة المهمة ونطاقها ليس بين أميركا وأوروبا فقط بل بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي أيضاً، ففرنسا لها رأي بشأن إمكانية توسيع نطاق المهمة وتركيا تخشى أن يتجاوز الحلف التفويض الممنوح من الأمم المتحدة . ولكن بصرف النظر عن تلك الاختلافات، فإن الحلف يجب أن يعرف أن أميركا لا تريد أن تتدخل في هذه المنطقة بالذات، لأن تدخلها هي تحديداً، قد ينعكس سلباً على صورة المعارضة الليبية في أعين الجماهير العربية بالإضافة بالطبع للأسباب الأخرى السابق ذكرها وعلى الحلف أن يدبر شأنه، وأن تدرك الدول الأوروبية الكبرى وخصوصاً فرنسا وبريطانيا أن كافة التداعيات التي ستنشأ عن تدخلهم في ليبيا وكافة ما قد يؤدي إليه هذا التدخل من تطورات سيكون مسؤولية أوروبية في المقام الأول وليست أميركية. ربيع دمشق "سوريا في الميزان"...كان هذا هو العنوان الذي اختارته الـ"ديلي تلغراف" لافتتاحيتها يوم الاثنين الماضي التي بداتها بالقول إنه في الوقت الذي تنشغل فيه الطائرات والغواصات التابعة لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة بتدمير قدرة العقيد القذافي على قتل أبناء شعبه، يندلع في سوريا صراع لا يقل خطورة أسفر حتى الآن عن مصرع ما لا يقل عن 60 شخصاً برصاص قوات الأمن الحكومية السورية. وتقول الصحيفة إن أهمية سوريا تكمن في موقعها الاستراتيجي بين إسرائيل وإيران إضافة لكونها محوراً مهماً يقع في قلب الصراع المحتدم في الشرق الأوسط منذ ما يزيد عن 60 عاماً، وهو ما يجعل ما يحدث في تلك الدول مماثلًا في خطورته لما يجري في ليبيا إن لم يزد. الخطورة تكمن في نوعية الرهانات في ذلك البلد المفتوحة على كافة الاحتمالات فالرئيس بشار الأسد قد يعمل على التشبث بحكمه وسيطرة طائفته العلوية بكافة الطرق حتى ولو استدعى الأمر من جانبه افتعال اشتباكات مع إسرائيل لصرف النظر عن المشكلات الداخلية التي يواجهها. كما أن هناك احتمالاً أن يسقط حكمه وهو ما قد يسفر عن أعمال انتقامية واسعة النطاق من جانب السنة الذين واجهوا عنتاً شديداً إبان حكمه وحكم أبيه ضد طائفته العلوية المنتمية لأحد فرق الشيعة، وهو ما قد يصب في صالح الحلف السُني في مواجهة الحلف الشيعي الذي تقوده إيران ويؤثر بالتالي على احتمالات الصراع في الشرق الأوسط لصالح التوجه نحو التسوية، وإلى جانب تلك الرهانات والاحتمالات هناك من يراهن بل ويفضل بقاء الأسد على أساس مبدأ الذي تعرفه خير من الذي لا تعرفه على أساس أن هذا الرجل ووالده من قبله قد حافظا على هدوء الجبهة مع إسرائيل لما يزيد عن ثلاثة عقود الآن، ولكن الصحيفة لا توافق على هذا الرأي وتقول إن سجل النظام السوري سواء في قمع شعبه وحرمانه من الحريات الأساسية وإقامة دولة أمنية نشرت الخوف والقمع وسياساته الخارجية في التحالف مع إيران ودعم المنظمات والحركات المصنفة على لائحة الإرهاب العالمية مثل "حزب الله" اللبناني و"حماس" الفلسطينية لا تجعل أحداً في الغرب يذرف دمعة حزن فيما إذا ما سقط هذا النظام. إعداد سعيد كامل