في أحد شوارع مدينة بنغازي الليبية، اتخذ أحد الثوار موقعاً للمراقبة، يرصد به الحركة في المكان، متحسباً أية تطورات عسكرية على الأرض. إنه حاجز "افتراضي" دعامته الأساسية "سرير بدورين"، يعطي لعنصر المراقبة فرصة للاستراحة المؤقتة، ففي هذا المكان لا ينبغي النوم، لأن التأهب هو العنوان. إنها استراحة لمحارب، سلاحه الرئيسي هو اليقظة، لأن المشهد في أرجاء بنغازي لا يحتمل الغفوة. اللافت أن الشاب الليبي المكلف بحراسة الحاجز يجلس في حضرة التأمل، وكأنه يجول في خيالات وتصورات لمستقبل بلاده، التي تقف الآن على مفترق طرق. حالة استثنائية إذن، هي التي جعلت "السرير" نقطة تفتيش أو حاجزاً "عسكرياً"، ومع زوال هذه الحالة، سيعود السرير إلى غرفته، ويذهب الشاب إلى حال سبيله، ويستأنف هذا الشارع إطلالته المألوفة.