خلقت جريدة "الاتحاد" نافذة إماراتية لمناقشة قضايا حساسة وحرجة يتهرب الكثيرون من التطرق إليها، وسمحت من خلالها بطرح آراء إماراتية متباينة حول القضايا المعروضة على موقع الجريدة. فكانت منبراً لكل من يريد أن يشارك برأيه في قضايا مجتمعه. زواج الإماراتيات من الأجانب، قضايا المسترجلات "البويات"، تجنيس أبناء المواطنات.. إلخ. واستطاع بفضل الأسلوب الهادئ في عرض القضايا الحساسة، توفير مادة دسمة للكثيرين من كتاب الرأي في صحفنا المحلية. وجدنا تناول بعض كتاب الرأي لقضايا لم يجرؤ أحد من قبل على تناولها. كما مثل، في جانب آخر، مرجعاً للكثير من الأخوة العرب الذين يريدون التعرف على موقف مجتمع الإمارات من قضايا ليست إماراتية فقط، وعن تفكير الإماراتيين حولها. "منتدانا" وضع، كذلك، إصبعه على العديد من المشاكل التي تعودنا على مناقشتها "بالهمس"، إما خجلاً أو خوفاً لأننا قبلنا أن نعمل الأشياء التي ترضي الآخرين وليس كما يجب أن نكون نحن، فصار هناك نقاش من أجل حل مشاكلنا. الموقع فتح المجال للعديد من الآراءَ لأفرادٍ من المجتمع دون تجريح أو سب، ومن خلال قراءتها ستجدها مجردة وموضوعية. أسلوب إشراك أفراد المجتمع في البحث عن حلول للمشاكل أو مداواتها هو أمر متبع في مجال البحث العلمي إما بالمسح الميداني أو استطلاع آراء الناس، وأعتقد أنه كلما أعطي المستبان مجالاً أوسع لإبداء رأيه سوف يحقق ذلك نتيجة أفضل في الحصول على رأي موضوعي، لذا يمكن اعتبار أن جزءاً من تلك الآراء يمثل الرأي العام الإماراتي. ويبدو من نسبة ردود القراء على القضايا المطروحة، وكذلك من تتبع تناول بعض القضايا في الصحافة اليومية، أن الموقع يحظى بنسبة متابعة كبيرة من القراء، فهناك إحصائيات ينشرها الموقع لعدد الداخلين عليه وللمواضيع الأكثر إرسالاً ومشاهدة. بل يمكن ملاحظة أهمية "منتدانا" من تتبع ما يكتبه بعض أصحاب الأعمدة اليومية لقضايا مجتمع الإمارات، فمن السهل أن تجد تلك القضايا ما يعني أنه شجع الآخرين على التناول وتجاوز حاجز التردد والخوف، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه من يريد حلاً لمشاكلنا التي يخاف البعض من التطرق إليها. الهدف هو التثقيف وتوعية المجتمع ومناقشة القضايا الإماراتية بشفافية دون الدخول في المحظورات. هناك شكوى دائمة من نقص الآراء الإماراتية تجاه قضايا المجتمع، سواء لندرة الملتقيات التي تناقش القضايا المجتمعية أو لفقدان الصراحة والابتعاد عن الجانب الأكاديمي. وربما النوافذ الإلكترونية أثبتت أنها ليست مجرد عالم افتراضي، من هنا تكون أهمية مثل هذه المنتديات. دور الإعلام بكل وسائله طرح القضايا وليس إخفاءها كي لا تتعاظم آثارها، والشفافية المسؤولة تحقق تغييراً للواقع نحو الأفضل دون تجريح. وإشراك الناس في البحث عن حلول هو نوع من المقاربة العملية والإسهام بالحل وإعطاء المساحة للنقد، طالما كان الهدف خدمة الإمارات، خاصة وأن الإعلام الناجح يقوم بطرح المواضيع التي تمس هموم الناس بصراحة ودون تحريف للحقيقة، كما يفعل "منتدانا". وأعتقد أن ما ينقص العمل الرائع للموقع هو استعراض النتائج على شكل دراسة أو خبر في نهاية كل قضية باعتبار أن النتيجة النهائية لو خرجت على شكل خبر أو خلاصة فإن الكثيرين سوف يعتمدون عليها. Summary محمود