رغم كل المصاعب ومظاهر التوتر الحالية في العلاقة بين شمال السودان وجنوبه، لاسيما بسبب المرارات التي بقيت في نفوس الشماليين إثر قرار الجنوبيين بالانفصال وتكوين دولة مستقلة، فلا أعتقد أنه لمستقبل العلاقة بين الدولتين خيار آخر غير التكامل والتعاون وتعظيم المشتركات القائمة في التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والمجتمع. وكما لوحظ، فهناك جهات في الجنوب من مصلحتها تسميم هذه العلاقة، والحديث بشكل دائم عن صراع عربي إفريقي، والاتكاء على أكاذيب غير تاريخية حول تجارة الرق التي كان أكثر من مارسها في التاريخ هو الغرب... وذلك لبلورة رأي عام مناهض لأي علاقة مع الشمال. إلا أن المصالح ومنطق الواقع وحقائق الأشياء، كلها أقوى من مثل تلك النزعات التي لا تعود في النهاية بأي فائدة لأحد، ويبقى التكامل من أجل الصالح المشترك هو الطريق الذي لا محيد عنه. عزيز عمر -أبوظبي