وزارة "أمن نووي" في كوريا الجنوبية... وشراكة هشة بين روسيا وأوكرانيا كيف استفادت كوريا الجنوبية من كارثة اليابان النووية؟ وماذا عن خطة تسليم المهمة الأمنية من قوات التحالف إلى عناصر أفغانية؟ وهل باتت روسيا بالنسبة لأوكرانيا شريكاً يصعب الاعتماد عليه؟ وبعد تسونامي، إلى أي مدى يمكن للشباب الياباني الانخراط في العمل التطوعي؟ تساؤلات نضع إجاباتها تحت الضوء ضمن إطلالة أسبوعية على الصحافة الدولية. لجنة نووية مستقلة تحت عنوان "لجنة الأمن النووي"، نشرت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية الأحد الماضي، افتتاحية، أفصحت خلالها عن موافقة الحزب "الوطني الكبير" الحاكم على تطوير لجنة السلامة النووية، والتي تعمل الآن مع وزارات التعليم والعلوم والتكنولوجيا، بحيث تصبح لجنة مستقلة ذات مستوى وزاري، وذلك بحلول شهر يوليو المقبل. القرار أعلن عنه الجمعة الماضية وقوبل بترحيب كونه سيعالج المخاوف المتعلقة بإجراءات السلامة النووية، في كوريا الجنوبية، خاصة بعد التسرب الإشعاعي من مجمع فوكوشيما النووي الياباني. وحسب الصحيفة، ثمة تساؤل يظل عالقاً في أذهان الكوريين مفاده: هل بمقدور كوريا الجنوبية ضمان السلامة في منشآتها النووية؟ في الوقت الذي لم تتمكن اليابان من ذلك؟ الحكومة الكورية تقول إن منشآتها النووية أكثر أماناً من نظيرتها اليابانية، لأن المنشآت الكورية مجهزة بأربع آليات للحماية. الصحيفة تقول إن المهمة الأساسية للجنة الجديدة تكمن في توضيح معلومات السلامة للجماهير. ففي اليابان لم يكن العامة على إطلاع بالمشكلات الخاصة بالسلامة داخل منشأة فوكوشيما. اللجنة الجديدة يتعين عليها استيعاب الدرس من كارثة فوكوشيما، حيث تحتاج إلى الفوز بالمصداقية لدى العامة، وذلك من خلال تقديم معلومات شفافة ودقيقة مبنية على مهام مستقلة. قرار فصل لجنة السلامة النووية عن وزارة التعليم يهدف إلى ضمان استقلالها، والأهم من ذلك هو الطريقة التي ستعمل بها اللجنة. مهمة أمنية أفغانية وتحت عنوان "رفع الأيادي الأفغانية: الآن حان الدور على كرزاي"، نشرت "تورونتو ستار" الكندية يوم الأحد الماضي افتتاحية، قالت خلالها: إن الصحوة العربية جعلت أخبار أفغانستان تختفي من الصفحات الأولى للجرائد، ورغم ذلك ثمة تطور واضح، يتمثل في أن قوات الرئيس الأفغاني وعناصر الشرطة تتأهب خلال الصيف المقبل لرفع علم الشرف والعزة فوق أربع مدن وثلات محافظات، وإذا تحقق ذلك ستكون هذه هي المرة الأولى منذ أحداث 11 سبتمبر التي تتولى فيها القوات الأفغانية الشؤون الأمنية في مناطق مهمة. وحسب الصحيفة، استثمر الكنديون 18 مليار دولار من أجل إعادة الاستقرار في أفغانستان، وتكبدوا في سبيل ذلك خسائر بشرية، تتمثل في 154 قتيلاً ومئات الجرحى. وبناء على ذلك، لدى كندا مصلحة في انتقال قواتها البالغ عددها 2900 جندي بعيداً عن مناطق القتال، وضمن هذا الإطار، من المتوقع أن تغادر تلك القوات مدينة قندهار في يوليو المقبل. الصحيفة تقول على الرغم من وجود 123 ألفاً من عناصر التحالف، فإن "طالبان" شنت خلال العام الماضي هجمات في 29 من أصل 34 محافظة أفغانية، الأمر الذي جعله العام الأكثر دموية في الحرب الأفغانية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن حكومة كرزاي سوف تتسلم زمام السيطرة الأمنية في معظم ضواحي كابول وفي بانشير وباميان، وفي عاصمة إقليم هلمند "لشكر غاه" وهيرات ومزار شريف ومهترلام. وترى الصحيفة إن هذا يعد الخطوة الأولى ضمن خطة كرزاي للسيطرة على كافة أرجاء أفغانستان بنهاية 2014، ويبدو أنها فرصة كي يثبت الأفغان أن باستطاعتهم قتال المتمردين على نحو أفضل من القوات الأجنبية. وتشير الصحيفة إلى انتقاد كرزاي للولايات المتحدة وقيادتها للحرب، حيث الانتشار المفرط للقوات والضربات الجوية التي تطال المدنيين. كرزاي يحاول التركيز على دور الدول المجاورة خاصة باكستان، كما يحث كندا وغيرها من الدول المانحة، على ضخ مليارات الدولارات لتعزيز مصداقية الحكومة الأفغانية في نظر الأفغان، خاصة أن معظم أموال المساعدات تتسلمها وكالات الإغاثة. وحسب الصحيفة، فإن قوات الأمن الأفغانية البالغ عددها 270 ألف جندي، لا تزال تفتقر للتعليم والتدريب والتجهيز، وهذا ما يفسر سبب تحول المهمة الكندية إلى تدريب العناصر الأفغانية، وذلك بعد أن تنسحب القوات الكندية من قندهار. لقد حان الوقت كي يسيطر الأفغان على أمورهم وأن يصبحوا هم أصحاب قرارهم، ويبدو أننا مقبلون على "اختبار ضغط" لحكومة كزراي ومدى كفاءتها. حدود الشراكة تحت عنوان "روسيا بالنسبة لأوكرانيا شريك لايعتمد عليه"، نشرت "ذي موسكو تايمز" الروسية يوم الخميس الماضي مقالاً لـ"أليونا جيتمانشيك"، رأت خلاله أن العلاقات الروسية- الأوكرانية، لا تزال باردة، وذلك منذ انتخاب فيكتور يانكوفيتش رئيساً لأوكرانيا قبل عام. الكاتبة، وهي مديرة معهد "السياسات العالمية" في كييف، تقول لقد مر وقت طويل ولم نر مقابلات يسودها الود بين الرئيس الأوكراني ونظيره الروسي. كما أن ظهور تعليقات كتلك التي تصف "يانكوفيتش"بـ"الرئيس الموالي لروسيا"، قد أثارت ردود فعل عكسية، فالسلطات الأوكرانية راحت تتحدث بشكل متكرر عن أن أوكرانيا "ليست محافظة روسية". وحسب الكاتبة، فإن أوكرانيا لن تضحي بالتكامل مع أوروبا من أجل علاقات أكثر قوة مع روسيا تأتي وفق شروط الكرملين. الكاتبة ترى أن سبب هذا المنطق يعود لاعتبارات نفسية أكثر منها سياسية، ذلك لأن أوكرانيا غير مستعدة للتسامح مع ضغوط خارجية، فالروس لا يزالون أجانب في مخيلة معظم القادة الأوكرانيين. وبدلاً من ذلك يسعى الرئيس الأوكراني لشراكة استراتيجية مع الغرب الذي أثبت إنه يعتمد عليه بدرجة أكبر وأكثر مرونة مقارنة بروسيا. إن ساسة أوكرانيا يزورون بروكسل أكثر من زيارتهم لموسكو. وكثير من ساسة أوكرانيا يعرفون أعضاء البرلمان الأوروبي أكثر من معرفتهم لنواب مجلس "الدوما" الروسي. ومع ذلك تظل العلاقات الروسية- الأوكرانية واعدة، فكييف مددت تأجير جزء من مياها في البحر الأسود لصالح الأسطول الروسي المتمركز في "سيفاستوبول" حتى عام 2042، كما أكدت كييف عدم انضوائها في أي تكتل، مما يجعل من المستبعد – في المستقبل القريب- انضمامها لحلف شمال الأطلسي. لكن الآمال المعلقة على هذه العلاقات باتت أشبه بشهر عسل قصير، ذلك لأن روسيا تخطط لتدشين أنبوب لنقل الغاز South Stream يمر من روسيا إلى أوروبا متجاوزاً أوكرانيا، ما يعني تجريد الأخيرة من عوائد كانت تحصل عليها جراء نقل الغاز من روسيا إلى بقية أرجاء القارة العجوز. وبالإضافة إلى ذلك تواصل روسيا مطالبتها لأوكرانيا بالانضمام إلى اتحاد جمركي مع موسكو وبيلاروسيا وكازخستان، وهذا سيضر بجهود التكامل الاقتصادي بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، ناهيك عن أن العضوية في هذا الاتحاد الجمركي تتعارض مع الدستور الأوكراني. المتطوعون الشباب تحت هذا العنوان نشرت "جابان تايمز" اليابانية يوم الأحد الماضي، افتتاحية رأت خلالها أن من بين الصور الإيجابية التي طفت على السطح عقب كارثة تسونامي أن بعض الشباب بدؤوا ينخرطون في العمل التطوعي الخاص بإخلاء المنكوبين وتوفير مأوى للمشردين ومساعدتهم، وحتى إن كانت أعداد المتطوعين ليست كبيرة، فإن أي رقم يعد أفضل بكثير من السلبية. العمل التطوعي يوفر فرصة لانتشال الشباب بعيداً عن العالم الاصطناعي الذي يعيشون فيه، أي عالم الهواتف المحمولة وألعاب الفيديو والفيسبوك، ويوجه طاقاتهم نحو الواقع، فمن خلال العمل التطوعي يخرج الشباب عن نطاق المجموعات الصغيرة التي وضعوا أنفسهم فيها، ليشاركوا في الأنشطة الاجتماعية وينظروا للحياة من أبعاد مختلفة. وبدلاً من الانهماك في شخصيات ألعاب الفيديو الخيالية بات على هؤلاء الشباب مواجهة قوى حقيقية كالطبيعة والجوع والبرد. إنها فرصة للاحتكاك بعالم الواقع. إعداد: طه حسيب