في مقاله الأخير حول "التغيير الديمقراطي والموجة الثالثة"، توقف الدكتور صالح عبدالرحمن المانع عند أربع حالات عربية شهدت موجة الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، استطاع الثوار في اثنتين منها (تونس ومصر) إسقاط النظام بإجباره على الفرار أو التنحي، بينما عجزوا عن ذلك حتى الآن في حالتين اثنتين (ليبيا واليمن)... ليفسر الكاتب هذا التباين في نتائج العمل الاحتجاجي بالقول إنه في ليبيا واليمن تضعف المؤسسات المركزية، وتتعمق الولاءات الطائفية على حساب الولاءات الوطنية. وكملاحظة عابرة على هذا التفسير فإنه لا وجود للمسألة الطائفية في ليبيا، لكن علاوة على ضعف البناء المؤسسي بسبب الطابع الشخصاني لنظام الحكم في كلا البلدين (اليمن وليبيا)، فإن القيادتين هناك ربما استفادتا مما بدا لهما أنه "تسرع خاطئ" وقع فيه بن علي ومبارك، لذلك نجدهما يجربان وسائل وتكتيكات خاصة لاحتواء الظاهرة الاحتجاجية (اليمن)، أو لوأدها ومسحها تماماً من وجه الأرض (ليبيا). هكذا يبدو لي الفرق الأساسي بين المجموعتين. أيمن البصري -الدار البيضاء