لا يخفى على قارئ مقال الدكتور حسن حنفي، "الثورة ومخاطر الشقاق"، حجم القلق الذي بدأ يساور المصريين من أبناء وآباء ومنتسبي ثورة 25 يناير، على مصير الثورة وقدرتها على اجتياز عنق الزجاجة بين مرحلتين والعبور الآمن بالبلاد نحو حقبة تتجسد فيها طموحاتهم وآمالهم في بناء نظام يحقق الكرامة الإنسانية والوطنية وينهض بمصر إلى آفاق التقدم والاستقلال. وأنا أيضاً يساورني مثل ذلك القلق على مستقبل الثورة، لاسيما وقد صرنا نرى بعض التضارب في أحاديث ممثليها، بل نرى من يدعي تمثيلها وقد كان إلى وقت قريب يتهم أبناءها بالغوغائية والعمالة والخروج على القانون! هناك إذن بعض مظاهر الارتباك داخل صفوف الثورة، كما أن ثمة محاولات من أعدائها للالتفاف عليها ومصادرة مكاسبها. فهل تنتبه الثورة وممثلوها إلى المخاطر التي أصبحت تحدق بأبهى وأجمل صورة رسمتها مصر لنفسها في العصر الحديث؟! جمال الديب -القاهرة