الصور التي بثتها وسائل الإعلام، طيلة الأيام الماضية، للعمال النازحين من ليبيا إلى منطقة "رأس جدير" على الحدود التونسية، كانت كلها لرجال يشتكون من ظروف إقامتهم في مخيمات اللجوء، ومن طول بقائهم في انتظار طائرات لإجلائهم نحو بلدانهم. لكن هذه الصورة تبين وجود نساء في أحد المخيمات المقامة بالمنطقة ذاتها، حيث نرى امرأتين، إحداهما تسير عائدة نحو خيمتها والأخرى تحمل آنيتين وتتطلع في الناحية الأخرى. بعض العمال الذين كانوا برفقة عائلاتهم في ليبيا، فاجأتهم التطورات المأساوية هناك، فغادروا على عجل طلباً السلامة وللنجاة بأرواح عائلاتهم. وقد تحدث كثير من العمال عن عقبات الطريق، وكان كل أملهم أن يصلوا سالمين إلى الحدود، حيث أقامت منظمات الإغاثة مخيمات للإيواء، لكنهم سرعان ما بدؤوا يتململون من قلة الخدمات وسوء الأحوال، وسط مناخ بارد ومغبر... أما بالنسبة للعوائل فلنا أن نتصور معاناتها في مخيم كهذا، لا يحتوي على دورة مياه، ولا يوفر الحد الكافي من الأمان والستر. وهكذا، فبعد أن كانت ليبيا نقطة جذب للعمالة من آسيا وإفريقيا، أصبحت الآن مسرح حرب وقتال يهابه الجميع ويتطلعون لمغادرته بأسرع وسيلة ممكنة.