يشكل البعد الإنسانيّ أحد أهم توجهات السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد وجد ذلك ترجمته عبر العديد من الأدوار الإنسانيّة المهمّة، التي قامت بها في أكثر من منطقة من مناطق العالم، وحظيت بتقدير وإشادة كبيرين على المستوى الدوليّ، أحدث الإشادات في هذا الشأن جاءت من وفد "برنامج الأغذية العالميّ للأمم المتحدة" و"المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"، الذي زار "هيئة الهلال الأحمر" الإماراتيّة مؤخراً، فقد أكد أن الإمارات تعدّ من أهم الدول المانحة لمنظمات الأمم المتحدة الإنسانية، والداعمة قدراتها، والمعزّزة أهدافها، والمحقّقة تطلعاتها، على الساحة الإنسانية. وأشاد بدورها الإنساني الذي تضطلع به على الساحة الدولية، وثمّن سعيها الحثيث، وجهودها المستمرة للحد من حجم المعاناة في مناطق الكوارث والنزاعات والحروب. التقدير الدوليّ لدور الإمارات الإنساني على الساحة الخارجية لم يأتِ من فراغ، وإنما هو ترجمة لما تقوم به تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- من جهود حثيثة للحدّ من آثار الكوارث والأزمات الإنسانية التي تشهدها العديد من دول العالم وتداعياتها، والتخفيف من معاناة الفئات المتضرّرة، ومساعدتها على تجاوز الظروف الصعبة التي تعيشها، وذلك بفضل التزامها الأخلاقيّ تجاه الضحايا والمتأثرين في البلدان المتضررة، سواء بالتعاون مع أجهزة الأمم المتحدة وبرامجها وصناديقها، أو عن طريق ترتيبات ثنائيّة مباشرة مع تلك البلدان، ومساعدتها على بناء إمكاناتها الوطنية في مواجهة الكوارث مستقبلاً، ناهيك بالمبادرات الإنسانيّة العديدة التي أطلقتها وقدّمت من خلالها المساعدات والمنح إلى المحتاجين والفقراء في مختلف مناطق العالم، كـ"مبادرة زايد العطاء"، التي استطاعت أن تحقق إنجازات عديدة على الصعيدين المحليّ والعالميّ، حيث استفاد الملايين من البرامج التي نفذتها المبادرة طوال السنوات الماضية. التقدير الدوليّ لدور الإمارات الإنساني على الساحة الخارجية يمكن تفسيره انطلاقاً من اعتبارات عدّة، أولها أن هذا الدور ذو طابع أخلاقي في الأساس، وهو الذي يدفعها إلى التحرك السريع والفاعل لتخفيف معاناة البشر من دون نظر إلى لون أو عرق أو دين. ثانيها أن هذا الدور يتسم بالديناميكية والتطوّر، وهذا يبدو واضحاً في اتساع المناطق التي تشملها المساعدات الإنسانيّة للدولة من عام إلى آخر، وكذلك في تنوّع المبادرات التي تطلقها من حين إلى آخر، وتستهدف من خلالها مساعدة الفقراء والمحتاجين في العالم أجمع. ثالثها أن هذا الدور أصبح ينطوي على أهداف إنمائيّة، فالمساعدات الإنسانية التي تقدّمها الإمارات إلى بعض الدول لا تقتصر على تقديم الإغاثات العاجلة فور وقوع الكوارث والأزمات، وإنما تمتدّ إلى تبني مشروعات البناء وإعادة الإعمار في مرحلة لاحقة للنهوض بخدمات البنية الأساسيّة في مجالات الإسكان والصحة والتعليم وغيرها في هذه الدول، كما أن المنح التي تقدّمها الإمارات إلى بعض الدول تستهدف في الأساس محاربة الفقر، والإسهام في تحقيق الأهداف الإنمائيّة للألفية التي حددتها الأمم المتحدة قبل سنوات. ولعل هذا كلّه هو ما جعل دولة الإمارات عنواناً للخير والعطاء في دول العالم أجمع، يشار إليها بالبنان بصفتها من رواد العمل الإنسانيّ العالميّ، وصاحبة المبادرات الكبيرة في تطوير هذا العمل وتعظيم مردوداته الإيجابية على المستويات المختلفة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية