لا يبدو أن فلسطين ستسْلم من التسونامي العربي الزاحف منذ مطلع العام الحالي، وقد غيّر أو بدأ يغير الأوضاع في عدة بلدان عربية. وفي فلسطين هناك واقع الانقسام الذي ما عاد أحد يتحمل استمراره، والذي تعالت الأصوات بضرورة إسقاطه نهائياً، حيث انطلقت بالفعل بعض الفعاليات الشعبية في هذا الاتجاه، ويتوقع لها أن تتواصل وتنمو خلال الأسابيع والأشهر القادمة، إلى أن ينتصر الضمير الوطني الفلسطيني على روح التفرقة الداخلية، وتتغلب إرادة وحدة الصف الفلسطيني على ثقافة الارتهان للخارج وبطاقات الفيتو على المصالحة الوطنية. فالحليف الرئيسي للاحتلال الإسرائيلي هو حالة الانقسام التي يجمع الكل على ضرورة تخطيها وطي صفحتها للأبد، لذلك فإن أحداً لم يتفاجأ من التحذيرات الإسرائيلية للسلطة الوطنية من مغبة التصالح مع "حماس"، على اعتبار أنه لا شيء أضعف ويضعف الشعب الفلسطيني ونال وينال من قضيه أكثر من هذا الانقسام الذي تعمل إسرائيل على إبقائه متواصلا دون انقطاع، إلى أن يتولى أهل القضية تصفيتها بأيديهم لا بيد عمرو! حسن حمود -الأردن