قرأت مقال الدكتور أحمد يوسف أحمد، "وجهة نظر في الحظر الجوي على ليبيا"، ورغم تقديري واحترامي الحقيقي لآرائه عامة، فإني أختلف مع وجهة نظره في هذا الموضوع على الخصوص. فلا وجه للمقارنة بين تجربة الاحتلال الأميركي للعراق وبين ما يحدث في ليبيا. ففي العراق جردت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون قواتهم بنية معلنة وهي غزوه واحتلاله، وكان دور المعارضة العراقية في تلك العملية معدوماً تماماً، إذا ما استثنينا بعض المعلومات الاستخباراتية التي اتضح زيفها فيما بعد، بينما نجد في ليبيا ثورة شعبية بدأت على شكل احتجاجات سلمية، واجهها النظام منذ أول يوم بالدبابات والمدفعية الثقيلة، مما أدى إلى قتل كثير وسفك غزير للدماء، فوجدت بعض الوحدات العسكرية والأمنية نفسها مضطرة لعصيان الأوامر والانضمام إلى الثوار. وبعدئذ سيطرت الثورة على عدة مدن ووضعت يدها على مناطق الشرق الليبي وأعلنتها مناطق محررة، وهذا خلافاً للمعارضة العراقية التي لم تحرر شبراً واحداً بل عادت من الخارج على دبابات الغزو الأجنبي. ثم هنا فارق أساسي آخر، وهو أن التحالف الأجنبي ألزم نفسه إلى الآن بحدود القرار الأممي 1973، وتعهد علنا بعدم الدخول برياً إلى ليبيا، ومما يمثل ضمانة مهمة لذلك الالتزام وجود دول إسلامية مشاركة في تطبيق الحظر الجوي. إبراهيم محمود -أبوظبي