فجأة تسربت ثمار الغربة كالماء من بين الأصابع، وتحول المغتربون إلى نازحين ثم لاجئين! إنها قصة العمال البنجال الذين فروا من الحرب الدائرة في ليبيا، ليجدوا أنفسهم عالقين على الحدود التونسية في انتظار ما لا يأتي: طائرات تقلهم إلى أرض الوطن. لكن هنا في ميناء مدينة بنغازي، يتجمع قسم آخر من العمال البنجال الفارين، نرى في الصورة شخصين منهم، في انتظار البواخر التي تحول وصولها إلى حلم مستعصٍ. لقد ملوا طول ساعات الانتظار، فبدأت تتحول إلى قنوط ويأس من قيام حكومة بلادهم بالتحرك اللازم. فأكثر الأجانب الذين بقوا في ليبيا إلى الآن هم من البنجال تحديداً، حيث غادرها براً وجواً وبحراً، خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة فقط، نحو مليون عامل أجنبي. بيد أن البنجال العالقين في بنغازي يغبطون بني جلدتهم في مخيمات اللاجئين على الحدود التونسية، لاسيما بسبب الخشية من تمدد خطوط القتال الدائر في ليبيا إلى بنغازي ذاتها، حيث هم عالقون في انتظارهم الطويل والمحبط!