يبدو أن الأميركيين أصبحوا حساسين جداً من فكرة التدخل في أي بلد سلامي، وذلك تأثراً بتجربتيهم في أفغانستان والعراق، واللتين أثارتا غضباً غير محدود في أوساط المسلمين حول العالم، وهو إحساس وجد مكانه بوضوح واف في مقالة "الأزمة الليبية... ليست معركة أميركية"، لكاتبها إدوارد لوتواك الذي يقترح إشراك منظمة المؤتمر الإسلامي في "التدخل الإنساني" الجاري حالياً في ليبيا، بل مطالبة المنظمة بدفع كلفة التدخل، على اعتبار أن ذلك لن يترك لأحد الفرصة لاتهام واشنطن بمهاجمة الإسلام مرة أخرى. يقول الكاتب ذلك وهو يعلم أن المسلمين مدركون تماماً للفروق بين الحالات الثلاث، أي أفغانستان والعراق وليبيا. فأي من حكم "البعث" و"طالبان"، حين قررت الولايات المتحدة إسقاطه، لم يكن بصدد تحويل بلده إلى "نار وجمر"، أو معاملة أهله كجرذان، كما فعلت وتفعل قوات القذافي منذ خمسة أسابيع ودون توقف! إبراهيم سلمان -قطر