قرأت مقال الدكتور برهان غليون، ممانعة الثورة والحاجة لفهم الشعوب"، وقد شخص فيه أخطاء الأنظمة الاستبدادية، لاسيما لجهة ميلها السافر لمصادرة المجال السياسي لصالح نخبها وأحزابها، ومن ثم إفساد الحياة العامة التي تتحول في هذه الحالة إلى ميدان تتحكم فيه مافيا المال والأمن، مما يقطع الطريق على أي تطور يمكن أن يضع تلك البلدان ومجتمعاتها في سياق العصر. وبالفعل فإن حرص السلطة في تلك البلدان على احتكار المجال العام كله، ودون استثناء، لصالحها، هو ما عجل بسقوطها أخلاقياً وسياسياً تحت إيقاع الاحتجاجات الجماهيرية الكاسحة، لتفقد أخيراً كل شيء ودون استثناء! نعيم محمد -دمشق