كارثة مزدوجة في اليابان... و"حماس غير خاضعة للإصلاح" التدخل العسكري الغربي في ليبيا لفرض منطقة حظر طيران، وبوادر مصالحة في الأفق بين السلطة الوطنية و"حماس" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتداعيات الاقتصادية للكارثة المزدوجة التي ألمت باليابان... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة أسبوعية في الصحافة الإسرائيلية. التدخل الغربي في ليبيا صحيفة "هآرتس" خصصت افتتاحية عددها لأول أمس الاثنين للتعليق على التدخل الدولي في ليبيا من أجل فرض منطقة حظر للطيران وحماية المدنيين. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن القصف الجوي لأهداف عسكرية في ليبيا يشبه لأول وهلة القصف الغربي للعراق قبل نحو ثماني سنوات. والحال أن ثمة اختلافات مهمة بين الوضعين، اختلافات تعكس تغيراً في التصور، كما تقول. فإذا كانت ذريعة الحرب، في الحالة العراقية، هي إزالة أسلحة الدمار الشامل وحماية المصالح الاستراتيجية مثل النفط، فإن القوات الغربية قررت – بالتعاون مع العديد من الدول العربية – التحرك من أجل وقف قتل المدنيين ومساعدة الثوار المدنيين ضد النظام الحاكم. غير أنه إذا كان العمل العربي والغربي المشترك ضد النظام الديكتاتوري الليبي يحظى بدعم واسع، تقول الصحيفة، فإنه يطرح إشكالية معقدة؛ وذلك على اعتبار أنه إذا كانت شعوب دول عربية مثل تونس ومصر قد تمكنت من الإطاحة بأنظمتها بمفردها وتعبيد الطريق أمام إصلاح ديمقراطي من دون أي مساعدة من الخارج، فإن تدخل القوات الغربية قد يُضعف شرعية الحركات المدنية هناك وفي دول أخرى ربما. ولكن بالمقابل، تضيف الصحيفة، فإن المجتمع الدولي لا يستطيع أن يقف على الهامش ويتفرج على المدنيين وهم يقتلون، ولذلك فإن مسؤولية التحرك هي جوهر مثل هذه المبادرة الدولية. ثم اعتبرت في ختام افتتاحيتها أن مسؤولية حفظ الأمن هذه كانت ستكتسب مشروعية أكبر لو لم يتم تطبيقها بالوسائل العسكرية فحسب، إذ بالإضافة إلى التهديد باستعمال القوة واستعمالها، يجب على الدول الغنية أن تساهم في تنمية وإعادة بناء الدول التي تحدث فيها الثورات الديمقراطية. "حماس" والمصالحة تحت عنوان "حماس غير الخاضعة للإصلاح"، علقت "جيروزاليم بوست" ضمن افتتاحية عددها ليوم الأحد الماضي على محاولات السلطة الفلسطينية رأب الصدع الوطني وتحقيق المصالحة مع "حماس". وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن "حماس"، التي كان اسمها رديفاً في سنوات التسعينيات وسنوات العقد الماضي بالتفجيرات الانتحارية، عمدت خلال الأيام الأخيرة إلى تجديد إطلاق النار على المدنيين الإسرائيليين في جنوب إسرائيل. وتأتي هذه الموجة الجديدة من القصف بعد أقل من أسبوع من اعتراض كوموندو إسرائيلي سبيل سفينة محملة بالأسلحة كانت في طريقها إلى غزة، كما تقول. وفي الأثناء، تزعم الصحيفة أن لدى السلطة الفلسطينية أسباباً براجماتية للسعي إلى تحقيق المصالحة مع "حماس"، التي أخذ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يخطب ودها من دون مطالبتها بإعادة النظر في ميثاقها، وذلك بعد أن ازداد الضغط الشعبي في كل من قطاع غزة والضفة الغربية مطالباً بوضع الخلافات جانباً، حيث خرج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع خلال الأيام الأخيرة في مظاهرات تمت الدعوة إليها في الفيسبوك. وعباس، تقول الصحيفة، لا يرغب في أن يُحمَّل مسؤولية استمرار الانقسام. غير أن الصحيفة تحذر من أن وحدة وطنية فلسطينية تشمل "حماس" من دون أن تقوم هذه الأخيرة بإدخال تعديلات على ميثاقها ستكون لها تداعيات سلبية للغاية على آفاق حل الدولتين، وذلك على اعتبار أنه لا توجد حكومة إسرائيلية يمكن أن تفكر في الدخول إلى مفاوضات مع ائتلاف حكومي فلسطيني يشمل "حماس". وتزعم الصحيفة أن حقيقة أن السلطة الفلسطينية تُظهر رغبة في التعاون السياسي مع "حماس" من دون شروط مسبقة - مثل اشتراط أن تتخلى "حماس" عن الكفاح المسلح ضد إسرائيل - وأن هذه الخطوة تحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، إنما تُبرز العقبات الكبيرة التي تواجه إسرائيل في سعيها وراء السلام مع جيرانها الفلسطينيين. السجن لكاتساف صحيفة "يديعوت أحرنوت" أفادت ضمن عددها لأمس الثلاثاء بأن محكمة إسرائيلية حكمت على الرئيس الإسرائيلي السابق موشي كاتساف بالسجن سبع سنوات مع النفاذ بعد إدانته في قضية اغتصاب وتحرش جنسي والقيام بأعمال خادشة للحياء وعرقلة العدالة. ويأتي الحكم على "كاتساف" البالغ من العمر 65 عاماً بالسجن بعد أربع سنوات وثمانية أشهر من تقدمه بشكوى إلى المدعي العام السابق مناخيم مازوز يشتكي فيها من أن موظفة سابقة في "الإقامة الرئاسية" تقوم بابتزازه. وقد تم النطق بالحكم بأغلبية قاضيين من أصل ثلاثة في محكمة تل أبيب برئاسة القاضي جورح كارا. وكان "كاتساف" قد وصل إلى المحكمة صباح أمس الثلاثاء مرفوقاً بمحاميّيه صهيون أمير وأفيجدور فيلدمان وأفراد من عائلته. وكان عشرات الصحافيين والمحتجين ونشطاء مركز لضحايا الاغتصاب قد تجمعوا خارج المحكمة. ونقلت الصحيفة عن القاضي جورج كرا قوله في بداية الجلسة: "إن الاغتصاب يعتبر من بين أخطر الجرائم في القانون"، مضيفاً إنه لهذا السبب يجب على المحكمة أن تبعث برسالة واضحة. وأشار كارا أيضاً إلى أن كاتساف أساء استغلال منصبه كرئيس مشدداً على خطورة حقيقة أن الجرائم ارتُكبت أثناء شغل المدعى عليه لمنصب عام إذ قال: "إن المدعى عليه رمز. وحقيقة أن كاتساف ارتكب أفعالاً أثناء شغله منصباً رفيعاً هو سبب يدعو لمحاكمته بصرامة". كارثة مزدوجة تحت عنوان "التأثير الاقتصادي للكارثة في اليابان"، وضمن عددها ليوم الأحد، علقت "جيروزاليم بوست" على الكارثة المزدوجة التي ضربت اليابان مؤخرا متمثلة في الزلزال القوي والتسونامي المدمر الذي أعقبه، ثم تسرب الإشعاعات النووية نتيجة الأضرار التي لحقت بالمفاعلات بسبب الزلزال. وترى الصحيفة أنه مازال من السابق لأوانه حصر التداعيات الاقتصادية للكارثة التي حلت باليابان. غير أنه يمكن القول إن أي انخفاض في الصادرات سيشكل ضربة لاقتصاد لم يكن في حال جيدة أصلاً قبل أن يطاله غضب الطبيعة؛ حيث كان الاقتصاد الياباني يعرف انكماشاً خلال الآونة الأخيرة، مرجحة أن تزيد أضرار جديدة من إبطاء استعادة عافيته. وتقول الصحيفة إن العديد من المجمعات الصناعية اليابانية تعرضت للتدمير، وحجم خطر التلوث الإشعاعي غير معروف بعد. وهو ما يكفي للتسبب في زعزعة استقرار الأسواق المالية عبر العالم، حيث بات القلق يخيم على ما يبدو فوق كل البورصات العالمية. غير أن ما هو واضح حتى الآن، تضيف الصحيفة، هو أن أحد أهم الاقتصادات قد تعرض لضربة لا يمكن تقييم تداعياتها بشكل كامل الآن. وما هو واضح أيضاً هو أن هذا سيؤثر على الاقتصادات في كل مكان؛ وذلك لأن العولمة جعلت معظم الاقتصادات مترابطة، وربما لا أحد منها يمكن أن يظل في منأى عن التداعيات عندما يكون أحد الاقتصادات العالمية الكبرى في أزمة. وإسرائيل بكل تأكيد ليست استثناء لهذه القاعدة، كما تقول. إعداد: محمد وقيف