تابعنا مؤخراً بعض التقارير الإعلامية حول معارك دموية في جنوب السودان بين "الحركة الشعبية" وفصائل معارضة لها. وبالطبع فقد كانت المعلومات الواردة من هناك تعود كلها إلى مصدر واحد هو "الحركة الشعبية" نفسها، والتي ألقت بالمسؤولية عن تلك المعارك على الحكومة السودانية في الخرطوم، متهمة إياها بالوقوف وراء الجماعات المنشقة. لكنها "موضة قديمة" لدى الحكومات العربية والإفريقية في نفي أي معارضة داخلية وإلقاء اللوم على الآخر والقول دائماً إن الأمر يتعلق بمؤامرة خارجية. وإلى ذلك فالفصائل الجنوبية التي تجابهت مع قوات "الحركة الشعبية" معروفة، وكانت موجودة، ولها مواقفها المعلنة والمعارضة لسياسات "الحركة الشعبية" وخياراتها... ولا يحتاج الأمر إلى تدخل أو دعم من الخرطوم التي هي من جانبها أيضاً طالما اتهمت شريكها، "الحركة الشعبية"، بإيواء وتسليح قادة التمرد في دارفور. عبيد محمد -مسقط