طابور من العمال الفارين من وهج التوتر الليبي، تتحرك عناصره بكل همة للبعد عن نار الصراع الدائر بين القذافي والثوار، لقد وصلوا إلى نقطة على الحدود التونسية- الليبية، هي "رأس جدير"، ومنها سيعودون إلى بلدانهم الأصلية. نزوح اضطراري لم يكن في الحسبان، فهؤلاء أتوا إلى ليبيا بحثاً عن فرصة عمل لم يحصلوا عليها في بلادهم، وربما تركوا مقار عملهم دون جمع مستحقاتهم، أو كافة أغراضهم، وبات واضحاً أن هدفهم الرئيس هو النجاة من هول القتال، والمواجهات الدامية. والحل الأمثل في مخيلتهم هو العودة إلى الديار والبدء من جديد في مناخات مستقرة خالية من الحروب والقصف وصراعات السلطة والفوضى غير الخلاقة.