في مقاله الأخير، شخّص الدكتور ذكْر الرحمن "مأزق الناتو في أفغانستان"، متوقفاً عند الحصيلة النهائية لعشر سنوات من الجهود العسكرية لحلف شمال لأطلسي في ذلك البلد، والتي يبدو أنها تميل إلى أن تكون سلبية بالمعنى الحقيقي للكلمة. صحيح أن الحلفاء الغربيين استطاعوا كسب بعض المعارك ضد التمرد الطالباني، لكنهم لم يستطيعوا إلى الآن كسب قلوب الأفغان ونيل ثقتهم. وهذا ما يفسر هشاشة المكاسب العسكرية المتحققة، وانقلابها في بعض المرات لصالح الطرف الآخر، الأمر الذي جعل "الناتو" يغير ويبدل في استراتيجيته أكثر من مرة. لكن الشيء اللافت حقاً، هو أن القيادات العسكرية للتحالف الغربي في أفغانستان، تفطنت إلى خطأ التركيز على الشق العسكري بمفرده، وقررت قبل نحو ثلاثة أعوام إقرار استراتيجية جديدة تضفي طابعاً سياسياً واجتماعياً على أنشطتها في أنحاء أفغانستان، ومع ذلك فالوضع لم يعرف تغيراً كبيراً، بل أصبح الحديث يتركز على استراتيجية الخروج المنتظر بعد ثلاث سنوات. عيسى محمد -قطر