يبدو أن ثمة شيئاً غير قليل من الحقيقة في ما أوضحه مقال ويليام فاف الأخير حول "عودة الانعزالية الأميركية"، لاسيما إشارته إلى نتائج حربي أفغانستان والعراق كسببٍ مباشر لتدهور الروح المعنوية والأخلاقية لصانع القرار الأميركي، خاصة وأن تينك الحربين أظهرتا فشل وإفلاس أجندات "المحافظين الجدد" الذين طالما اعتبروا العالم ساحة حرب مشروعة للولايات المتحدة. إلا أن الأهم من ذلك، وقد تطرق إليه المقال أيضاً، هو تراجع حجم النفوذ الأميركي في معظم أنحاء العالم، ومنها منطقة الشرق الأوسط. ولم يحدث ذلك فقط كنتيجة لما قامت به الولايات المتحدة من تدخلات كثيرة في شؤون المنطقة، أو لتقلص هيمنتها وتراجع قدرتها على التأثير في قرارات الدول... ولكن أيضاً بسبب تآكل مصداقيتها خلال عقود من الانحياز الصارخ لإسرائيل ولبعض الأنظمة القمعية التي أطاحت بها شعوبها أخيراً. جمال إبراهيم -القاهرة