لاشك أن لبنان اليوم يحتاج إلى حوار داخلي يفتح أمامه آفاق التجاوز إلى المستقبل، وليس إلى خيارات ومواقف وخطابات تسد الآفاق وتغلقها أمام المصالحة والديمقراطية. لذلك أعتقد أن غازي العريضي، وإن كان قد تناول الموضوع بأسلوب يميل للتلميح بدل التصريح، فقد أصاب الحقيقة حين ألحّ على ضرورة إبقاء الآفاق مفتوحة على الحلول والصيغ الممكنة لإخراج البلاد من استعصاءاتها الحالية وما يتهددها من مخاطر داخلية وخارجية. فلبنان على صغر حجمه، لكنه بموقعه في الجغرافيا ودوره في التاريخ، يعد بلداً إقليمياً مهماً ولاعباً لا غنى عنه في كثير من السياسات الدولية. وهذا الوضع -إضافة إلى اعتبارات أخرى- يتطلب من ساسة لبنان أن يكونوا أكثر تعقلاً في الشعارات، وأقل شخصنة في المواقف والسياسات، وإلا فسنجد أنفسنا "في نفق مظلم وخطير لا نخرج منه سالمين آمنين حافظين مصالحنا الوطنية". هيثم براك -لبنان