كان الدكتور حسن حنفي محقاً حين حذر في مقاله ليوم السبت الماضي من مخاطر "الثورة المضادة"، والتي عدد أوجهها وأشكالها وأساليبها في الالتفاف على مجهودات ومشاريع الثورة. وأعتقد أننا في مصر بدأنا نرى مثالاً حياً لفكرة الثورة الماضية متمثلاً في بعض من ظلوا جزءاً من النظام السابق حتى آخر لحظة في عمره، لكنهم سرعان ما قفزوا لركوب الموجة واعتلاء صهوة الثورة وكأنهم من صناعها الرئيسيين! إلا أن ثمة صنفاً آخر من ممثلي الثورة المضادة، هم الأبناء الأصلاء والمخلصون للثورة حين يقعون في محظور التطرف والمغالاة، فيحرفون الثورة عن طريقها الصحيح إلى طريق الانتقام والاستئصال... وهذا الصنف يحتاج إلى شيء من التوعية والترشيد، إذ لا يمكن للثورة أن تنطلق بالبلاد نحو بناء المستقبل طالما سجنت نفسها في الماضي ومحاسبته بدافع الانتقام وتصفية الثارات القديمة. أحمد السيد -أبوظبي