في مقاله المنشور يوم أمس والمعنون بـ"عودة الانعزالية الأميركية"، وجه ويليام فاف تحليله نحو الخلاصة التالية: تحولت الولايات المتحدة إلى طرف ثانوي هامشي في الجزء الأعظم من منطقة الشرق الأوسط، جراء عدم أهليتها وانحيازها وضعفها. ما أود التنويه له إن نعت الولايات المتحدة بعدم الأهلية، بعيد عن الواقع. واشنطن مدت يد العون لكثيرين في الشرق الأوسط. وإذا كان الكاتب يلمح إلى أدوار استباقية في الثورات التي انتهت خلال الآونة الأخيرة بسقوط بعض الأنظمة، فإن إدارة أوباما تحركت من منظور أخلاقي وديمقراطي في الوقت ذاته. لا أحد يستطيع المزايدة على الشعوب أو التدخل في شأنها، وما يدور من حراك في المنطقة يجب أن يتم حسمه من الداخل لا انتظار واشنطن كي ترجح كفة هذا أو ذاك. أميركا لم تعزل نفسها عن العالم، ودورها سيظل خلال المستقبل المنظور على الأقل، لأن البديل لا يزال غير جاهز. منير كرم- دبي