جهود دولية لمواجهة الكارثة الليبية... والتزام صيني تجاه المحنة اليابانية --------- انتقادات للمجتمع الدولي لعدم تدخله في ليبيا، وتداعيات زلزال اليابان المدمر، وخضوع إندونيسيا لاختبار ويكيليكس... موضوعات من بين أخرى نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. ------- ليبيا تحترق والعالم يتفرج صحيفة "آيريش تايمز" الأيرلندية اعتبرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء أن ثمة شعوراً متناميّاً بأن الوقت قد بدأ ينفد في ليبيا حيث أخذ الهجوم المضاد الذي شنه القذافي يحقق الانتصارات على الميدان، وعدد الإصابات يزداد. هذا بينما الثوار غير المجهزين وغير المدربين بالكاد يمثلون ندّاً لقوته النارية، على رغم حماسهم وشجاعتهم. أما بنغازي ومجلسها البديل، فقد بدأت تبدو محاصَرة وفي حاجة ماسة إلى المساعدة، وإلى منطقة حظر للطيران يفرضها المجتمع الدولي. وفي هذه الأثناء، تضيف الصحيفة، يقف العالم متفرجاً، مكتفيّاً بالإدلاء بعبارات التضامن ودعوة القذافي إلى الرحيل بالطرق الدبلوماسية، بينما تهدد مذبحة إنسانية أخرى شبيهة بسريبرينيتشا بالحدوث. الصحيفة قالت إن بريطانيا وفرنسا دفعتا يوم الثلاثاء الماضي بمسودة قرار بمجلس الأمن الدولي ترخص لفرض منطقة حظر للطيران، معتبرة أن الوسائل والإمكانيات كانت موجودة ومتوفرة منذ البداية (الطائرات وحاملات الطائرات التابعة للناتو والولايات المتحدة). غير أنه على رغم أن بريطانيا وفرنسا قد تزعمتا الدعوة إلى التحرك، إلا أن رد فعل الحلفاء الأوروبيين، وبخاصة ألمانيا، ورد فعل الولايات المتحدة وروسيا كان فاتراً. وفي هذا السياق، اعتبرت الصحيفة أن تردد الولايات المتحدة في المشاركة حتى في عمل عسكري محدود أمر يمكن تفهمه، وذلك على اعتبار أن دور شرطي العالم الذي تلعبه، حتى عندما يكون تحت مظلة الأمم المتحدة، يجعل الجميع في المنطقة ينظر إليها بغير قليل من الارتياب والتوجس. والحال أنه بدون دعم قوي من الحلفاء فإن الولايات المتحدة ستظل مترددة على نحو غير مفاجئ في أن يُنظر إليها باعتبارها متزعمة هذا الجهد، وينبغي قطعاً ألا يتوقع منها أحد أن تتحمل لوحدها عبء العملية العسكرية التي ينبغي القيام بها من قبل "تحالف الراغبين" بمشاركة الدول العربية. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الدولي لديهم واجبات مثلما لديهم حقوق -واجبات إنسانية، وواجبات لحفظ الأمن الدولي- تتجاوز مصالحهم الوطنية الضيقة وهي سبب مكانتهم المميزة في المجلس، معتبرة أن الوقت قد حان كي يتقدموا إلى الأمام ويدافعوا عن الشعب الليبي مثلما فعلوا مع شعب البوسنة. محنة اليابان صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية أفردت افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء للتعليق على الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان في الحادي عشر من هذا الشهر ومد "تسونامي" الجارف الذي رافقه. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن الصين، باعتبارها بلداً يعتز بعلاقة الجوار الجيدة ويتذكر وقوف اليابان إلى جانبه في أعقاب زلزال وينشوان في مايو 2008، ستوفر الدعم لمساعدة اليابان على الخروج من هذه الأوقات العصيبة. وباعتبارها بلداً معرضاً للزلازل أيضاً، فإن الصين تتفهم الصعوبات التي يعيشها الشعب الياباني وتأمل أن يتمكن من الخروج قريباً من تأثيرات الزلزال والشروع في إعادة إعمار البلاد. وترى الصحيفة أن الزلزال الذي بلغت قوته 9 درجات على سلم "ريختر" و"تسونامي" الذي أعقبه يذكِّران الجميع بحقيقة أن "وجه الطبيعة يمكن أن يكون شرساً وأنه ينبغي أن نكون دائماً حذرين"، ولاسيما أن الخبراء يشيرون إلى أن كوكب الأرض يمكن أن يكون قد دخل فترة نشاط زلزالي مكثف مرة أخرى منذ "التسونامي" الهائل الذي وقع في المحيط الهادئ عام 2004، مشيرة في هذا الإطار إلى أن العالم شهد في 2010 فقط ما مجموعه 28 زلزالاً بقوة تفوق 7 درجات على سلم "ريختر". غير أنه بينما تستعد المناطق المتضررة في اليابان لمزيد من الهزات الثانوية، ابتليت البلاد بأزمة أخرى تسبب فيها الزلزال -الإشعاع النووي- وذلك نتيجة انفجار في مفاعل نووي في محطة فوكوشيما. وما زالت اليابان -ومعها العالم- تخشى إمكانية حدوث انهيار نووي بهذه المحطة. وقد صنفت اليابان حادث فوكوشيما في المستوى 4 على السلم الدولي للحوادث النووية والإشعاعية الممتد من 1 إلى 7، ما يعني حادثاً بعواقب محلية -وعلى سبيل المقارنة، فإن حادث تشيرنوبل في 1986 بلغ المستوى 7. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن مشاكل اليابان النووية دقت ناقوس الخطر على الصعيد العالمي بخصوص السلامة النووية. مثالان إفريقيان ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء، اعتبرت صحيفة "ذا هيندو" الهندية أن النيجر وساحل العاج تقدمان مثالين من إفريقيا مختلفين تماماً من حيث التعامل مع التصويت الديمقراطي. فالانتخابات الرئاسية في النيجر وصفت بأنها سلمية وحرة وعادلة من قبل ألفي مراقب من الاتحاد الإفريقي، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، والاتحاد الأوروبي، وآخرين؛ هذا في وقت أخذ فيه الجنرال سالو دجيبو، الذي استولى على السلطة في 2009 عندما ألغى الرئيس السابق مامادو تاندجا حظراً دستوريّاً على ولاية ثالثة في السلطة، يفي بوعده بالتنحي عن السلطة. أما بالنسبة لنتيجة الانتخابات، فإن نسبة المشاركة في الجولة الانتخابية الثانية التي بلغت نحو 35 في المئة من المرجح أن تمنح الفوز لمحمدو يوسفو الذي، نال بعد أن فاز في الجولة الأولى بـ13 نقطة مئوية على أحد حلفاء تاندجا، سيني عمرو، دعماً واضحاً اليوم من قبل كثير من الخاسرين في الجولة الأولى. وفي المقابل، سقطت ساحل العاج في ما يشبه حرباً أهلية ترافقها كارثة إنسانية. فالانتخابات كانت حرة ونزيهة، والبلد أغنى بكثير من النيجر؛ غير أن الرئيس المنتهية ولايته "لوران باجبو" رفض النتيجة التي كانت فوزاً واضحاً للحسن واتارا، وتحدى المجتمع الدولي كله. بل ذهب إلى حد إطلاق قواته التي استعملت الرشاشات ضد مظاهرة شاركت فيها النساء فقط في حي تريشفيل بالعاصمة أبيدجان. وفي هذه الأثناء، فر 80 ألفاً من سكان ساحل العاج إلى ليبيريا بينما نزح 450 ألفاً آخرون عن مناطقهم داخل البلاد. ثم ختمت الصحيفة بالقول إنه ما من شك بشأن التزام الشعبين تجاه صناديق الاقتراع في كل من النيجر وساحل العاج؛ ولكن الفرق الرئيسي يكمن فقط جزئيّاً في رد النظامين السلطويين. إندونيسيا الجديدة استهلت صحيفة "ذا إيدج" الأسترالية افتتاحية عددها لأمس الخميس بالقول إن "ظاهرة ويكيليكس تجري اختباراً مهماً للمشروع الديمقراطي في إندونيسيا"، في إشارة إلى حصول الموقع الإلكتروني المثير للجدل على برقيات دبلوماسية للولايات المتحدة تزعم تورط الرئيس الإندونيسي في قضايا فساد وشطط في استعمال السلطة. وقد اعتبرت الصحيفة الاتهامات صادمة بالنظر إلى ما يتمتع به الرئيس "يودويونو" من سمعة طيبة وما يعرف عنه من نزاهة واستقامة حيث أثبت منذ انتخابه في 2004 أنه أحد أهم الإصلاحيين المؤيدين للديمقراطية في بلاده. غير أن الصحيفة ترى أن الديمقراطية المفتوحة والخاضعة للمحاسبة التي يقول الجنرال السابق في الجيش إنه بصدد إرسائها في البلاد ستكون أقوى وأشد في حال قامت حكومته بالرد على هذه الاتهامات بقدر أكبر من الحزم والصرامة مقارنة بما أظهرته منذ الإعلان عن البرقيات الأسبوع الماضي. وتضيف قائلة إنها لا تجري محاكمة للرئيس على خلفية الاتهامات المشار إليها في البرقيات التي كانت سرية، ولكنها في الوقت نفسه لا تعتذر أيضاًَ عن الكشف عنها أمام أضواء التحقيق والتقصي. واعتبرت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أن من المخيب للآمال إعلان لجنة محاربة الفساد المستقلة في إندونيسيا أن الادعاءات غير المدعومة بأدلة وقرائن لا تستوفي الحد الأدنى الذي تشترطه لفتح تحقيق في الموضوع، مضيفة أن تطور إندونيسيا كدولة ديمقراطية كان سيسرع في حال إجراء تحقيق مفتوح وشامل في هذه الادعاءات المثيرة للقلق. إعداد: محمد وقيف