لعل أخشى ما يخشاه كثير من المراقبين الآن لما يجري من ثورات في بعض البلدان العربية هو ذلك الذي تحدث عنه مقال: "ديكتاتورية الشارع" للدكتور سيف الإسلام بن سعود، فانفلات الأوضاع العربية في مرحلة ما بعد الثورات ودخول تلك البلدان في حالة فوضى عارمة غير خلاقة هو في الواقع الكابوس الكامن الآن في الأذهان بشأن تلك الثورات. وقبل سنوات قريبة سمعنا من كان ينظر للدفع بالشرق الأوسط إلى ما سمي حينها "الفوضى الخلاقة"، والخوف كل الخوف أن تكون تلك النبوءة قد عرفت الآن طريقها للتنفيذ والتمرير. ولولا مثل هذا السيناريو الكابوسي، فلماذا تستمر أوضاع الاحتقان وعدم الاستقرار في تونس ومصر، حتى بعد انتصار الثورتين فيهما، وسقوط النظامين السابقين هناك؟ ولماذا كل هذا الحماس العالمي -وفي الواقع الغربي- لهذه الثورات التي أسقطت بعض أشد نظم المنطقة تحالفاً مع الغرب؟ هل يريدون إقناعنا -مثلاً- بأن الغرب لم يعد مهتمّاً بمصالحه، وأن التضحية بها تهون في سبيل عيون الديمقراطية؟ بدر الدبعي - اليمن