أصبح "معرض أبوظبي الدولي للكتاب"، الذي يقام برعاية من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتنظّمه "هيئة أبوظبي للثقافة والتراث" و"شركة كتاب" في "مركز أبوظبي للمعارض"، ويستمر حتى 20 مارس الجاري، إحدى أهم الفعاليات السنوية التي تبرز الوجه الحضاري والثقافي لدولة الإمارات، ويشير بوضوح إلى الموقع المتقدّم الذي باتت تحتلّه الثقافة ضمن أولويات قيادتنا الرشيدة، وهو ما أشار إليه بوضوح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، لدى افتتاحه المعرض، حيث أكد الدعم الذي يقدّمه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- لأشكال النشاط الثقافي كلها، وحرصه على بناء منظومة من المؤسسات والهيئات والمرافق الثقافية لتكون جسراً للتواصل مع الثقافات الأخرى، ومنابر ومنتديات تعلي قيم التسامح والتعاون. لقد تحوّل "معرض أبوظبي الدولي للكتاب" في غضون سنوات قليلة إلى تظاهرة ثقافية كبرى تعكس المكانة الرفيعة التي تحتلّها دولة الإمارات على خريطة الثقافة العالمية، ليس لأنه يستقطب أقطاب الفكر والثقافة والأدب والإعلام من جميع أنحاء العالم فحسب، بل لدوره المهم في إثراء الحياة الثقافية ونهضتها بوجه عام أيضاً، ناهيك عن دوره المميّز في التعريف بتراث الدولة وثقافتها للعالم الخارجي، وليس أدل على ذلك من المشاركة الإقليمية والدولية الواسعة في فعالياته، حيث يشارك في الدورة الحالية الحادية والعشرين، 875 دار نشر من 58 دولة، كما ستشهد هذه الدورة إطلاق العديد من الأحداث الثقافية المهمة، كمشروع "مكتبتي"، وهو مشروع مكتبة إلكترونية أنجز بالتعاون مع شركة "آبل" المعروفة، ويقضي بتوفير منشورات المكتبة الوطنية عبر تطبيقات الـ "آي فون" والـ "آي باد"، إلى غيرها من الفعاليات التي تشير إلى اتساع الدور الذي يقوم به في نشر الثقافة والمعرفة وتنوّعه. "معرض أبوظبي الدولي للكتاب" لا ينفصل عن الفعاليات الثقافية الكبرى، التي تستضيفها دولة الإمارات أو تنظمها، التي جعلت منها مقصداً لروّاد الثقافة وصنّاعها ومحبّيها من كل دول العالم، مثل "جائزة الشيخ زايد للكتاب"، التي تعدّ بمنزلة "نوبل" العربيّة، ومشروع "كلمة" للترجمة، الذي يهدف إلى ترجمة نحو مئة كتاب سنويّاً إلى العربية في مختلف حقول المعرفة في الشرق والغرب، وبرنامج "أمير الشعراء"، الذي جعل أبوظبي قِبلة لكل روّاد الشعر العربي الفصيح ومحبّيه، ومشروع "متحف لوفر أبوظبي"، الذي من المخطّط أن يفتتح في "جزيرة السعديات" في عام 2012، وسيشكّل علامة ثقافية مهمة لدولة الإمارات. الاهتمام بالثقافة أصبح يحتلّ أولوية متقدّمة لدى قيادتنا الرشيدة، لإيمانها الراسخ بأهميتها وبدورها الكبير في تحقيق التنمية بمفهومها الشامل، وبما تمثّله من جسر للتفاهم والتعارف بين الأمم والشعوب، لما تتمتّع به من مقدرة على التقريب بين الشعوب، وتوفير قاعدة قوية لانطلاق العلاقات في ما بينها في المجالات المختلفة، وهذا يفسّر بوضوح الاهتمام الذي توليه قيادتنا الرشيدة لـ "معرض أبوظبي الدولي للكتاب"، وغيره من الفعاليات الثقافية الكبرى، وتوفير مقوّمات النجاح كافة لها، لأنها كما تعكس وجه الإمارات الحضاري والثقافي للعالم كله، فإنها تشكّل نوافذ مهمة للاطّلاع على ثقافات العالم الأخرى، وبناء قواسم مشتركة تمثّل أساساً? ?لتحقيق الاستقرار والتعايش والسلام في? ?الساحة الدولية.