يشكّل المؤتمر السنوي السادس عشر الذي سيعقده "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" خلال الفترة من 21 إلى 23 مارس الجاري، برعاية كريمة من قِبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المركز، تحت عنوان "التطوّرات الاستراتيجية العالمية... رؤية استشرافية"، أهمية كبيرة، ليس لطبيعة ما يتناوله من قضايا حيوية فقط، وإنما لأنه يسعى إلى تقديم رؤية مستقبلية لهذه القضايا من منظور شامل يخدم صانعي القرار في الدولة ومنطقة الخليج بوجه عام أيضاً، من خلال نخبة مميزة من الباحثين والخبراء والمسؤولين من مختلف دول العالم. القضايا التي سيناقشها المؤتمر تتضمن قضايا سياسية، مثل مستقبل الأمم المتحدة و"مجلس الأمن الدولي"، ودور القوى الصاعدة في النظام العالمي، والأحادية القطبية وسياسة القوى العظمى، كما تشمل العديد من القضايا الاقتصادية أيضاً، مثل الآثار المستقبلية لـ "الأزمة المالية العالمية"، ومستقبل النظام النقدي العالمي والاستقرار الاقتصادي العالمي، كما سيركّز المؤتمر على أهم القضايا الأمنية والعسكرية، مثل حروب المستقبل، ومستقبل التحالفات العسكرية، وخصخصة الأمن وانعكاساته على الأمن الداخلي للدول، وغيرها من القضايا التي ستتم مناقشتها في إطار منهجيّ متكامل يأخذ في الاعتبار طبيعة التفاعل والتداخل في ما بينها، لاستشراف تأثيراتها المستقبلية، والاستعداد للتعاطي معها بصورة فاعلة. إن تخصيص "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" مؤتمره السنوي لدراسة التطورات الاستراتيجية العالمية على مختلف الصُّعد السياسية والاقتصادية والأمنية، يأتي في إطار اهتمامه بالدراسات المستقبلية، وبصفة خاصة القضايا التي تتصل اتصالاً وثيقاً بأمن دولة الإمارات والمنطقة، وكذلك بتطوّرها السياسي والاقتصادي، وهذا الأمر ينطوي على جانب كبير من الأهمية، بالنظر إلى الاهتمام المتزايد الذي بدأت توليه المراكز والمعاهد البحثية العالمية في الآونة الأخيرة بهذه النوعية من الدراسات ذات الطابع المستقبلي، بوصفها مجالاً غير تقليدي من مجالات المعرفة يزداد الإقبال عليه، ويترسّخ دوره في عملية صنع القرارات، سواء على مستوى الدول أو على مستوى مؤسسات المجتمع. ولعل هذا ما يضاعف من أهمية المؤتمر السنوي لهذا العام، لأنه سيحاول استقراء التطوّرات الاستراتيجية التي يشهدها العالم، من منظور شمولي ومتكامل، بهدف التوصل إلى رؤية استراتيجية متكاملة، تحدّد خريطة الطريق بالنسبة لدولة الإمارات ولدول المنطقة بوجه عام، لكيفية التعامل مع هذه التطورات الاستراتيجية العالمية. لقد وضع "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" طوال الأعوام الماضية نصب عينيه التفاعل مع المتغيّرات التي تشهدها المنطقة والعالم أجمع، وهذا هو المنطق وراء اختياره موضوع مؤتمره السنوي لهذا العام، والذي يعكس إدراكاً عميقاً لطبيعة التطورات الإقليمية والدولية، التي يمكن أن تكون لها تأثيرات متعددة في دولة الإمارات والمنطقة بوجه عام، ليس بهدف تحليلها ودراسة تداعياتها المختلفة فقط، وإنما من أجل استشراف آفاقها المستقبلية أيضاً، بالشكل الذي يساعد دول المنطقة على كيفية التعامل معها، سواء بما تمثّله من فرص يمكن الاستفادة منها، أو بما تثيره من تحديات يتعيّن الاستعداد لمواجهتها والعمل على احتواء آثارها السلبية، وبالشكل الذي يسهم في مساعدتها على إدارة الأزمات التي قد تثيرها هذه التطوّرات والمتغيّرات الاستراتيجية بشكل رشيد وسليم في المستقبل. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.