"لا أعرف بالتحديد كيف نجمع بين حق الناس في التظاهر السلمي في بعض الدول العربية، وبين بث الشلل الاقتصادي والاجتماعي ونسف أمن الشارع"... هذا ما طرحه د. سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز، في مقاله المنشور يوم الإثنين الماضي، والمعنون بـ "ديكتاتورية الشارع"، وفي تعقيبي، على ما ورد فيه، أقول أن التعبير عن الرأي، أو الإفصاح عن مطالب جوهرية لا يجب أن يكون معناه شلل المجتمعات وتعطيل عجلة إنتاجها، والعودة بها إلى الوراء. العقلاء لا يرتضون الفوضى والمطالبون بالحرية لا ينبغي أن يكونوا دعاة هدم وتخريب. ويبدو أن الشارع العربي لم يتأهل بعد للتحركات السلمية الإصلاحية. الغريب أن من يتظاهر يعتصم ويدعي الدراية بكل شيء، تغيب عنه التراجعات الاقتصادية التي تطال بلاده جراء شلل المؤسسات وتنفير المستثمرين، وهذا كله ما تعانيه مصر الآن. فهل خواء البنوك وتعطيل عجلة الإنتاج في هذه الآونة والتحول تدريجياً إلى بلد يمد يده للمانحين الدوليين والإقليميين مشهد يليق بدعاة التغيير؟ نبيل شكري- القاهرة