فيما منيت الوحدة السياسية والاقتصادية للأمة العربية بإخفاقات متتالية على أيدي بعض القادة الذين حاولوا إرساء بنائها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، قال أحد المفكرين العرب إن الثقافة العربية تصنع ما تعجز الحكومات والأحزاب عن صنعه في مضمار الوحدة، ألا وهو وحدة الوعي الذي يحافظ على اتساقه بفضل الوعاء اللغوي والمشترك الديني. لكن في مقاله الأخير أضاف الدكتور حسن حنفي بعداً آخر هو "الوحدة الثورية" العربية التي قال إنها تتمثل هذه المرة في وحدة شعارها؛ "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهو شعار رددته ميادين وساحات عامة كثيرة في العديد من الدول العربية، وسرى كما تسري النار في الهشيم من بلد عربي إلى آخر ومن ساحة إلى أخرى داخل البلد ذاته. لكن هل بإمكان الثورات الجديدة أن تؤسس لوحدة عربية عجزت عنها "ثورات" الضباط العسكريين في السابق؟ وهل يعني ترديد الشعارات ذاتها شيئاً آخر أكثر من التشابه والتزامن وانتقال التأثير بين بلد وآخر؟ وهل يمكن لهذه الثورات، بما ترفعه من شعارات متجانسة أو متباينة، أن تمثل بديلاً عن الوحدة العربية المفتقدة؟ كمال محمد -الشارقة