في هذا المكان المنعزل نسبياً خارج مدينة حيدر آباد بباكستان، والذي عزّ على الرجال تذليل سبله الوعرة، تحاول هؤلاء النسوة الثلاث تفتيت الصخور المتناثرة وتحويلها إلى قطع صخرية صغيرة الحجم، على نحو يناسب المراد من ذلك، وهو بناء طريق جديد يربط المدينة ببعض البلدات التابعة لها. وبكل تأكيد فهي مهمة شاقة ومرهقة للغاية، لاسيما على أنامل النساء، وإن كانت حياة الكد والكدح قد أكسبتهن الصلابة والخشونة اللتين لا غنى عنهما لأداء عمل من هذا النوع. لكن الفقر أيضاً هو ما يضطرهن لمزاولة مهنة "الكسارة". وفيما اعتادت الحركات النسوية وبعض المنظمات الدولية المعنية بوضع المرأة حول العالم، أن تركز اهتمامها على ضرورة مساواة الجنسين، فمما يغيب عن اهتمامها عادة أن هذه المساواة متحققة في كثير من المجتمعات الفقيرة، حيث يتساوى الإناث والذكور في معاناتهم المشتركة من الفقر والحرمان، وحيث تضطر "القوارير" للعمل في حرف ومهن لا تناسب طبيعتهن وتكوينهن الخلقي.