بدلاً من تلك الرؤية غير المتفائلة عموماً الواردة في مقال: "انهيار في النظام العربي" للدكتور رياض نعسان آغا، أود في هذا التعقيب الموجز تقديم رؤية أخرى مغايرة، مؤداها أنه ليس بالضرورة أن تكون الثورات العربية الراهنة تعبيراً عن حالة انهيار للنظام العربي، بل قد تكون بدلاً من ذلك حالة إعادة بناء لهذا النظام على أسس جديدة أقوى وأصلب وأرسخ. وليس سرّاً أن وجود بعض النظم السابقة التي لا تحظى بشعبية كبيرة في بلدانها كان يعيقها عن لعب دورها في رفد العمل العربي المشترك لكونها مشغولة بصراعات سياسية داخلية مع خصومها. ولكن الآن بعد ذهاب تلك النظم يمكن التعويل على نظم جديدة أكثر قوة وصلابة، وأكثر مصداقية بالنظر إلى الأسس التي ينتظر أن تنبني عليها، وكل هذا سيسمح لها بالوفاء بالتزاماتها تجاه القضايا العربية، وتجاه بناء النظام الإقليمي العربي، والإشارة هنا خاصة إلى النظام المنتظر في بلد عربي محوري مثل مصر تحديداً. ولذا يمكن الرهان على أن النظام الجماعي العربي سيكون خلال المرحلة المقبلة في وضع أفضل وأقوى بكثير مما كان عليه خلال السنوات الماضية. بسام محمود - الدوحة